في حدث يعكس الاندماج الاجتماعي والثقافي لمغاربة الخارج في المجتمعات المستقبلة، انتُخب المغربي عادل زاوين، البالغ من العمر 49 سنة، مؤخرًا، عضوًا في المجلس البلدي لمدينة “أسيزي”، التابعة لإقليم “بيروجيا” في وسط إيطاليا، ليكون بذلك أول مسلم وأول مواطن من أصول أجنبية يحظى بهذا المنصب في هذه المدينة.

ترشح زاوين، المزداد بمنطقة “ابن احمد” في المغرب، ضمن قائمة “التقدميين” المدعومة من تحالف يسار الوسط بقيادة فالتر ستوبيني، الفائز بمنصب رئيس بلدية “أسيزي”، التي عاش فيها المواطن ذو الأصول المغربية منذ أن كان في سن التاسعة عشرة.

وأكد عادل زاوين، في تصريحات لصحيفة “لازازيون بوليتيكا” الإيطالية، أن انتخابه لعضوية البلدية يمثل علامة قوية على الاندماج، والتعايش، والانفتاح في مدينة “أسيزي”، إذ قال: “أنا مسلم ممارس وأتبع الشعائر، بدءًا من رمضان. ولهذا السبب أعتبر الأصوات التي حصلت عليها من خارج مجتمعي مهمة جدًا”.

وزاد: “وصلت إلى أسيزي عندما كان عمري 19 عامًا، ومنذ ذلك الحين أعيش هنا. والداي ما زالا يعيشان في المغرب، وهما ممرضان متقاعدان، متزوجان منذ 68 عامًا، وأنا فخور بهما”، مضيفا: “انتخابي في المجلس البلدي أمر رائع ويُعد سابقة، فهذه أول مرة يُنتخب فيها مسلم في أعلى هيئة تمثيلية في المدينة. آمل أن أقدّم شيئًا جميلاً لأسيزي، مدينتنا العزيزة، حيث وجدت الإصغاء والاحتضان”.

وأكد المتحدث ذاته، الذي نجح في التفوق على مرشحين من أبناء “أسيزي”، وجود حوالي ألف شخص من الجالية المسلمة في هذه المدينة الإيطالية، مضيفا: “لطالما أحببت السياسة ومارستها. والآن، بعد انتخابي، سيكون التزامي أن أتعرف على المدينة بشكل أفضل، وأن أُولي اهتمامًا خاصًا للفئات الأكثر ضعفًا، دون أن أنسى أنني صوت لجميع المواطنين”.

وردا على سؤال حول تفاعل المجالس البلدية في المدينة مع قضايا وانشغالات الجالية المسلمة، قال زاوين إن “الإدارات السابقة كانت دائمًا تستمع إلينا، خاصة تلك التي كانت تحت قيادة ستيفانيا برويتي، وطبعًا أيضًا فالتر ستوبيني. ومن بين النتائج التي حققناها بفضل هذا التعاون، إمكانية تخصيص مقبرة للمسلمين، حيث تم تحديد الأرض. المشروع جاهز، وأعتقد أنه سيتحقق قريبًا، مما سيخفف عن العائلات معاناة غياب هذا الفضاء لدفن موتاهم”.