قال مسؤول إسرائيلي إن وزير الخارجية جدعون ساعر حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مارس الماضي، من أن وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "لن يضعف حماس"، وسيؤدي إلى دفع حلفاء إسرائيل بعيدًا عنها، وذلك وسط تحركات بريطانية أوروبية ضد إسرائيل إثر توسيع عملياتها البرية في القطاع، ورفض إدخال المساعدات.
وأضاف المسؤول لـ"أكسيوس"، أن ساعر قدم هذه التحذيرات في اجتماعات لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وإنه جادل بأن إسرائيل ستضطر في نهاية المطاف إلى استئناف إدخال المساعدات للقطاع تحت الضغط.
وأضاف المسؤول: "هذا هو بالضبط ما حدث. لقد كان خطأً كبيرًا، والطريقة التي تم بها، كانت لأغراض سياسية محلية".
ورغم أن إسرائيل أعلنت في 19 مايو السماح بدخول المساعدات، إلا أن التقارير الأممية تشير إلى أن حجم المساعدات التي دخلت بالفعل، "ضئيل للغاية"، ووصفها المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني بأنها "إبرة في كومة قش".
وقال "أكسيوس"، إنه بينما يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب هدأ من وتيرة الحديث عن خطته لطرد سكان غزة لبناء "ريفييرا" جديدة، قال نتنياهو الأسبوع الماضي، إن الحرب لن تنتهي حتى يتم تنفيذ تلك الخطة.
وذكر أن حكومة نتنياهو تعتبر ذلك بمثابة ضوء أخضر للمضي قدمًا في ما تسميه بـ"الهجرة الطوعية"، وهو الاسم الرمزي لعملية تهجير جماعي لسكان غزة بأكملهم، أولًا إلى ما تصفه بـ"منطقة إنسانية" داخل القطاع، ثم إلى خارج غزة.
وأضاف "أكسيوس"، أنه "إذا مضت إسرائيل قدمًا في تنفيذ هذه الخطة، التي تتطلب تدمير معظم مناطق غزة بالكامل، فمن شبه المؤكد أنها ستزيد من عزلتها على الساحة الدولية".
وتأتي تصريحات المسؤول الإسرائيلي، فيما باعد عدد من أقرب حلفاء إسرائيل أنفسهم عن حكومة نتنياهو بسبب توسيعها للعمليات العسكرية في غزة، وتعليق إدخال المساعدات الإنسانية منذ 2 مارس الماضي، وتعليق بريطانيا والاتحاد الأوروبي محادثات بشأن اتفاقيات التجارة.
وأشار ترمب وكبار مساعديه، إلى ضرورة إنهاء الحرب والسماح بدخول المساعدات، رغم أن ترمب أبقى مخاوفه بشأن الحرب، في الغالب عبر محادثات خاصة، وفق "أكسيوس".
وفي مقابل الموقف الأميركي، أعلن عدد من الدول الأوروبية معارضتهم لتوسيع إسرائيل للحرب، وحذر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا في بيان مشترك، في 19 مايو، من أن دولهم ستتخذ إجراءات ملموسة، إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الذي استأنفته على قطاع غزة، وترفع القيود المفروضة على المساعدات.
وأيد 17 من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27، الثلاثاء، مقترح هولندا، لإعادة النظر في اتفاق الشراكة التجارية والتعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وأعلنت الحكومة البريطانية تعليق محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل، فيما قال الاتحاد الأوروبي، إن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل سيتم مراجعتها.
ووصف وزير الخارجية ديفيد لامي الوضع في غزة بأنه "بغيض"، وقال أمام البرلمان البريطاني: "في حين أن هناك اتفاقية تجارية قائمة، فإننا لا نستطيع مواصلة المناقشات مع الحكومة الإسرائيلية، التي تنتهج سياسات فظيعة في الضفة الغربية وغزة".
وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الثلاثاء، أن اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ستخضع للمراجعة في ظل الوضع "الكارثي" في قطاع غزة.
وأضافت كالاس، أن "أغلبية قوية" من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل يؤيدون مثل هذه المراجعة لاتفاقية الشراكة بين التكتل وإسرائيل في ضوء الأحداث في القطاع الفلسطيني.
0 تعليق