تقرير يسلط الضوء على زيادة التنمر والمحتوى العنيف على فيس بوك بعد تخفيف ميتا لقواعد المنصة

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أدى تحول ميتا في استراتيجيتها للرقابة إلى تدهور ملحوظ في مستوى الأمان على منصات فيسبوك، حيث تشير بيانات جديدة إلى ارتفاع كبير في مستويات التنمر والمحتوى العنيف بعد تخفيف الشركة لقواعدها. في تقريرها الأول عن النزاهة منذ تعديل سياساتها في يناير، أعلنت ميتا عن زيادة في المحتوى الضار، حتى في ظل انخفاض حاد في عمليات إزالة المحتوى.

ارتفاع في التنمر والمحتوى المحظور

وفقًا لبيانات ميتا، زادت نسبة المحتوى العنيف والصادم على فيسبوك خلال الفترة الأخيرة من 0.06-0.07% إلى 0.09%، ورغم أن هذه الأرقام قد تبدو ضئيلة، إلا أنها تمثل كمية كبيرة من المحتوى على منصة ذات مليارات المستخدمين. كما ارتفعت حالات التنمر والمضايقة، ويعزى هذا الارتفاع إلى زيادة الانتهاكات في شهور معينة، مما يثير تساؤلات حول فعالية الاستراتيجية الجديدة للشركة في مكافحة المحتوى الضار.

تزامن هذا الارتفاع مع انخفاض ملحوظ في عدد المنشورات المحذوفة، حيث شهد الربع الأول من عام 2025 اتخاذ إجراءات ضد 3.4 مليون منشور، وهو أدنى عدد منذ عام 2018. انخفضت أيضًا عمليات إزالة البريد العشوائي، وعدد الحسابات المزيفة التي تم حذفها.

تغييرات جذرية في تطبيق القواعد

قررت ميتا التخلي عن الإنفاذ الاستباقي الشامل والتركيز فقط على الانتهاكات الأشد خطورة، مثل استغلال الأطفال والمحتوى المتعلق بالإرهاب. كانت المواضيع التي تخضع سابقًا للرقابة، مثل المنشورات الخاصة بالهجرة والهوية الجنسية، تُعتبر الآن مجالات للخطاب السياسي وبدون قواعد صارمة.

بالإضافة إلى ذلك، قامت ميتا بتعديل تعريف خطاب الكراهية ليشمل فقط الهجمات المباشرة، مما سهل نشر بعض العبارات التي كانت ممنوعة سابقًا. كان هناك أيضًا إلغاء الشراكات مع جهات خارجية للتحقق من الحقائق، واستبدالها بنظام يعتمد على الملاحظات المجتمعية، مما أثار قلق الخبراء حول احتمالية التحيز.

في الوقت الذي ارتفعت فيه بعض أنواع المحتوى الضار، تُعلن ميتا أن نهجها الجديد في الإشراف يعد ناجحًا في الحد من الأخطاء. وفي حين لم توضح ميتا كيفية حساب نسبة تقليل الأخطاء، تعهدت بتقديم مزيد من الشفافية في التقارير المستقبلية.

أمان المراهقين أولويات ميتا

أحد المجالات التي تستمر ميتا في مراقبتها بشكل استباقي هو المحتوى الموجه للمراهقين، حيث تضمن الشركة حماية المستخدمين الأصغر سنًا من التنمر والمحتوى الضار. كما تشتد أهمية دور الذكاء الاصطناعي في إدارة المحتوى، حيث تُفيد ميتا بأن هذه الأدوات أصبحت تتفوق على الأداء البشري في بعض الجوانب، مما يُستخدم في إزالة المحتوى تلقائيًا عند التأكد من عدم وجود انتهاكات.

إن هذه التغييرات تمثل توجهًا معقدًا يمكن أن يحدث آثارًا عميقة على بيئة منصات التواصل الاجتماعي، مما يستدعي مراقبة مستمرة وفهمًا أعمق للتحديات التي يواجهها مستخدمو المنصات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق