طلبة طب الأسنان يصعدون في البيضاء

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
طلبة طب الأسنان يصعدون في البيضاء
صورة: أرشيف
هسبريس - محمد البخياريالسبت 31 ماي 2025 - 14:19

وسط أجواء من الترقب والاحتقان، أعلن طلبة كلية طب الأسنان بالدار البيضاء خوض وقفة احتجاجية إنذارية يوم الثلاثاء المقبل داخل مركز الفحص والعلاج التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد. وتندرج هذه الخطوة التصعيدية في إطار ردّ مباشر على ما وصفوه بـ”تماطل الجهات المسؤولة” في الاستجابة لمطالبهم المتراكمة، وعلى رأسها تحسين ظروف التكوين، وتحقيق العدالة في توزيع فرص التدريب، وضمان الاستفادة العادلة من التجهيزات الطبية، إلى جانب تحصين مستقبلهم المهني، في ظل ما يعتبرونه تراجعاً منظماً عن مكتسباتهم السابقة.

وقد عبّر الطلبة المحتجون، في بلاغ توصّلت به هسبريس، عن رفضهم القاطع لما وصفوه بـ”أسلوب التنصّل من المسؤولية”، محمّلين الجهات الوصية كامل التبعات المترتبة عن الوضع الراهن الذي آلت إليه الكلية، خاصة على مستوى غياب التأطير الأكاديمي، ونقص التجهيزات البيداغوجية، وتعطّل المصالح السريرية، وهو ما انعكس سلباً، بحسبهم، على جودة التكوين الطبي. كما حذّروا من أن استمرار هذا الوضع قد يُفاقم أزمة الثقة داخل المنظومة الصحية والتعليمية، ويدفع بكفاءات وطنية إمّا إلى الهجرة خارج البلاد، أو إلى العزوف عن ممارسة المهنة في بيئة تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط المهنية.

وتوعد مكتب الطلبة بالعودة إلى الشارع والتصعيد التدريجي، مؤكدًا أن الوقفة المرتقبة ليست سوى بداية لمسار نضالي مفتوح، ما لم تتم الاستجابة الفعلية والفورية لمطالبهم. وأوضح البلاغ أن المقاربة الحالية لا توازي حجم التضحيات ولا تستحضر رهانات إصلاح قطاع التعليم الطبي، الذي يعيش على وقع اختلالات مزمنة تفرض مقاربة شاملة وجريئة، تضمن الإنصاف والفعالية والكرامة للطلبة ومهنيي المستقبل.

كما لم يفوّت الطلبة التأكيد على أن تحركهم النضالي ينبع من قناعة راسخة بأن كليات الطب وطب الأسنان ليست بمنأى عن السياق الوطني العام، الذي يشهد توترات متزايدة في قطاعي التعليم العالي والصحة. وشددوا على أن مسؤولية الإصلاح لا تقع فقط على عاتق الوزارة الوصية، بل تمتد لتشمل المستشفيات الجامعية ومراكز التدريب السريري، معتبرين أن أي تلكؤ في التعاطي مع الوضع القائم لن يؤدي سوى إلى تفاقم الأزمة، وتقويض ثقة الأجيال القادمة في منظومة التكوين الطبي بالمغرب.

وفي البلاغ ذاته، حمّل مكتب طلبة كلية طب الأسنان بالدار البيضاء إدارة الكلية والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد مسؤولية ما وصفه بـ”انهيار الثقة” بين الطلبة ومؤسسات التكوين، على خلفية ما اعتبره استمرارًا في نهج “التهميش والإقصاء” و”تغاضيًا عن مآلات الوضع المتأزم”. وأكد الطلبة أن محاولاتهم المتكررة لفتح قنوات حوار جاد اصطدمت بـ”صمت إداري غير مبرر”، مشيرين إلى أن الكلية باتت تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط التكوين الأكاديمي والسريري، ما يُنذر بمخرجات مهنية ضعيفة ويهدد الصحة العامة على المدى البعيد.

يأتي هذا البلاغ في وقت دخل فيه طلبة كلية طب الأسنان بالدار البيضاء يومهم الثمانين من الإضراب، في خطوة احتجاجية طويلة تعكس عمق الأزمة التي يعيشها القطاع. وبينما يطالب الطلبة بإصلاحات جوهرية لتحسين ظروف التكوين وضمان تكافؤ الفرص، تشير أطراف أخرى إلى أن الحلول تتطلب تدرجًا يأخذ بعين الاعتبار الإكراهات البنيوية والموارد المتاحة. وتُطرح في هذا السياق تساؤلات جدية حول قدرة الفاعلين على تجاوز منطق التوتر والتصعيد نحو حوار فعّال يعيد الثقة بين مكونات المنظومة الصحية والتعليمية.

ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي من الوزارات المعنية بشأن الوضع الراهن في كلية طب الأسنان بالدار البيضاء، رغم مرور أكثر من شهرين على الإضراب المفتوح الذي يخوضه الطلبة. ويأتي هذا في ظل استمرار المطالب بتفعيل بنود محضر الاتفاق الموقع في 8 نونبر 2024، الذي نصّ على عدد من الإجراءات، من بينها صرف التعويضات عن المهام وتحسين ظروف التكوين. وقد أكد مسؤولون حكوميون في تصريحات سابقة التزامهم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مع الإشارة إلى أن تفعيل جميع البنود قد يتطلب وقتًا إضافيًا. إلا أن الطلبة يرون أن التأخير في تنفيذ هذه الالتزامات يفاقم حالة التوتر داخل الكلية ويهدد بمزيد من التصعيد.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق