السبت 31 مايو 2025 | 05:02 مساءً

تحذيرات عاجلة من تدخين السجائر الإلكترونية

في خطوة حازمة تهدف إلى حماية صحة الشباب والحفاظ على البيئة، بدأت المملكة المتحدة منذ يوم الأحد الماضي تطبيق حظر شامل على بيع وتوزيع السجائر الإلكترونية أحادية الاستخدام. 

يأتي القرار الذي أقرته حكومة المحافظين السابقة، استجابةً لمخاوف متزايدة بشأن إدمان النيكوتين لدى الأطفال، وكذلك للتصدي للمشكلات البيئية الناجمة عن هذه المنتجات.

بحسب البيانات الحديثة، شهدت نسبة استخدام هذه السجائر الإلكترونية بين الفئة العمرية 11-17 عامًا ارتفاعًا مقلقًا، إذ وصلت النسبة إلى حوالي 18% في عام 2024، ما دفع السلطات البريطانية للتحرك السريع. ووصفت وزيرة البيئة، ماري كري، هذه المنتجات بأنها "تملأ الشوارع وتدفع الأطفال إلى إدمان النيكوتين"، مؤكدة أن النكهات الجذابة والتصميمات الزاهية التي تستهدف اليافعين ساعدت في انتشار هذه الظاهرة.

وينص القانون الجديد على فرض غرامة مالية تصل إلى 200 جنيه إسترليني على المخالفين، بالإضافة إلى إمكانية السجن في حال تكرار المخالفة. وتعتبر هذه الإجراءات جزءًا من جهود أكبر للحكومة البريطانية للحد من ظاهرة تدخين الشباب وتقليل الأضرار المرتبطة باستخدام هذه الأجهزة.

لم يكن الدافع الصحي وحده وراء الحظر، بل كان هناك أيضاً بُعد بيئي ملحّ. فبحسب التقديرات، يتم التخلص من حوالي خمسة ملايين سيجارة إلكترونية أحادية الاستخدام كل أسبوع، ما يمثل عبئًا هائلًا على البيئة بفعل هدر كميات ضخمة من الليثيوم ويزيد من احتمالية حرائق النفايات المنزلية.

في المقابل، أبدى ممثلو قطاع بيع السجائر الإلكترونية قلقهم من أن يؤدي الحظر إلى زيادة نشاط السوق السوداء، مشيرين إلى أن القانون يقتصر على منع البيع والتوزيع ولا يشمل حظر الاستخدام الشخصي.

ورغم هذه التحذيرات، كشفت الإحصاءات عن انخفاض ملحوظ في نسبة مستخدمي هذه المنتجات بين الفئة العمرية 18-24 عامًا منذ الإعلان عن القرار، ما يعكس فاعلية الخطوة الحكومية في تقليص الاعتماد على هذه المنتجات الخطيرة.

يأتي هذا القرار كجزء من استراتيجية شاملة للصحة العامة في بريطانيا، تهدف إلى حماية الأجيال القادمة من الإدمان والتلوث البيئي، وترسيخ ثقافة الاستهلاك المسؤول والتوعية بأضرار هذه المنتجات.