خريطة الخطر السيبرانى تتغير| «كاسبرسكى» تكشف: مصر على خط النار.. والذكاء الاصطناعي يدخل ساحة الجريمة الرقمية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في زمن أصبحت فيه الحروب تُشنّ عبر لوحات المفاتيح لا على الأرض، عادت «كاسبرسكي» لتُطلق صفارات الإنذار من قلب مدينة بوكيت التايلاندية، حيث اجتمع كبار العقول الأمنية في النسخة العاشرة من أسبوع أمن المعلومات «Cybersecurity Weekend 2025» لكشف الستار عن أخطر ما يواجهه العالم الرقمي اليوم: تهديدات لا تُرى، وهجمات لا تُشبه ما عرفناه من قبل، وأعداء غير مرئيين مدعومين بخوارزميات الذكاء الاصطناعي.

الفعالية التي أقيمت تحت شعار "Securing your journey in the digital jungle"، كشفت عن تفاصيل مثيرة حول التهديدات السيبرانية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتصدُّرت مصر قائمة الدول المستهدفة في الربع الأول من عام 2025.

357.jpeg
راشد المومني

 مصر فى قلب المعركة الرقمية

في تصريحات خاصة، أوضح راشد المومني، المدير العام لشركة كاسبرسكي في الشرق الأوسط ومصر ورواندا وباكستان ، أن مصر تمثل واحدة من أكبر الأسواق الاستراتيجية للشركة في المنطقة، نظرًا لنمو الطلب على حلول الأمن السيبراني في مختلف القطاعات الحيوية، وعلى رأسها القطاع المالي والحكومي، وقطاع الطاقة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأشار المومني إلى أن الشركة تعتمد على مصر كمركز إقليمي لخدمة عملائها محليًا وعالميًا، عبر فريق يتكون حاليًا من 10 موظفين، مع خطة طموحة لزيادة العدد إلى 30 موظفًا خلال الثلاث سنوات القادمة، مشيرًا إلى أن الشركة حققت نموًا بنسبة 30% في حجم أعمالها في مصر خلال 2024 مقارنة بالعام السابق.

كما كشف عن توقيع مذكرة تفاهم مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لتبادل المعلومات الأمنية ومكافحة التهديدات الإلكترونية، إلى جانب إطلاق برامج تدريبية موجهة لطلاب المدارس والجامعات لرفع وعيهم بمخاطر الفضاء السيبراني.

تهديدات متصاعدة.. وأخطاء بشرية في قلب الأزمة

بحسب المومني فإن 70% من الهجمات الإلكترونية داخل المؤسسات تحدث نتيجة أخطاء فردية ناتجة عن نقص الخبرة وعدم الوعي، مشيرًا إلى ارتفاع حدة التهديدات الرقمية التي تطال قطاعات حساسة مثل سلاسل التوريد والقطاع المالي.

وأكد أن كاسبرسكي أحبطت هجمات سيبرانية استهدفت 15% من عملائها في مصر خلال الربع الأول من 2025، وهو ما يعكس تصاعد وتيرة هذه الهجمات، التي تتنوع دوافعها بين اقتصادية وسياسية واجتماعية وحتى جنائية.

تعاون دولى يقود لضبط المئات.. وكاسبرسكى تطور نظام تشغيل آمن

أشار الي أنه بفضل التعاون مع منظمتي الإنتربول والأفريبول، تمكنت كاسبرسكي من الإسهام في القبض على أكثر من 100 مجرم سيبراني خلال الفترة الأخيرة، وسط تحذيرات متكررة من تنامي الهجمات التي يتم خلالها الكشف عن 500 ألف ملف خبيث يوميًا على مستوى العالم.

وفي تطور لافت، أعلن المومني عن أن كاسبرسكي طورت نظام تشغيل جديد غير قابل للاختراق مشابه في بنيته للينكس وويندوز، وتُجري حاليًا مناقشات مع وزارة الاتصالات المصرية وهيئات حكومية لتطوير نسخ محلية مخصصة للبيئة المصرية، خصوصًا للعملاء من الشركات الكبرى.

وأشار إلى أن الرئيس التنفيذي العالمي للشركة، يوجين كاسبرسكي، ناقش خلال لقائه مع الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات المصري، إمكانية تأسيس مركز دعم فني وأبحاث وتطوير في مصر، بالتوازي مع تطوير حلول أمنية جديدة مخصصة للهواتف الذكية.

المهاجمون يطورون أنفسهم.. باستخدام الذكاء الاصطناعى!
 

أليكسي أنتونوف، رئيس فريق الذكاء الاصطناعي في كاسبرسكي، أطلق تحذيرًا عالي المستوى حيث أكد أن الذكاء الاصطناعي بات يُستخدم بشكل مباشر من قبل مجرمي الإنترنت، وتم رصد مجموعات مثل FunkSec وLazarus وهي توظف أدوات توليد المحتوى الذكي لتنفيذ هجمات عالية الدقة ومنخفضة التكلفة.

359.jpeg
ماهر ياموت

90% من الهجمات تبدأ بـ«إيميل ملغوم»..ومصر على رادار قراصنة محترفين 

من جانبه، أوضح الباحث الأمني ماهر يموت أن ما يميز الهجمات الإلكترونية التي تستهدف مصر مؤخرًا هو وجود أنماط متكررة ومتشابهة تدل على مصدر واحد أو جهة موحدة تقف خلفها، ما يجعل تتبعها أكثر صعوبة.

وأشار إلى أن 80 إلى 90% من الهجمات تحدث عبر التصيد الإلكتروني (Phishing)، وذلك عبر رسائل بريد إلكتروني خادعة تحتوي على روابط ملوثة، أو عبر تقنيات متطورة مثل "Zero Click Exploits"، التي تُفعّل الفيروسات دون الحاجة لأي تفاعل من المستخدم.

وكشف أن كاسبرسكي تعرضت بدورها لهجمتين سيبرانيين في عامي 2017 و2024 وتم رصدهما بنجاح، مؤكدًا أن الشركة تعتمد على منظومة متعددة المصادر لتحليل مسارات الهجوم وفك رموزها.

371.jpg
عماد الحفار

البنوك تحت القصف.. والعملاء في خطر

أكد عماد الحفار، كبير الخبراء التقنيين للشركة في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، أن التغييرات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم أفرزت تهديدات جديدة تعتمد على أدوات متقدمة مثل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي، وهو ما يُعقّد عملية التصدي لها.

واعتبر الحفار أن القطاع المالي هو الأكثر استهدافًا في ظل امتلاكه لثروات ضخمة وبيانات حساسة، مشددًا على أهمية رفع الوعي لدى الأفراد والمؤسسات بمخاطر هذه التقنيات الجديدة، حتى لا يتحول التقدم إلى فخ رقمي يسهل اختراقه.

ما بين تطور المهاجمين وتوسع الرقعة الجغرافية.. التعاون هو الحل

في النهاية أكدت فعاليات «Cybersecurity Weekend 2025» أن المشهد السيبراني الإقليمي يمر بمنعطف حاد، مع دخول لاعبين جدد واستراتيجيات هجومية متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وبينما تتسابق المؤسسات على تأمين بياناتها، تبقى الشراكة بين الحكومات والشركات التكنولوجية، ورفع الوعي لدى المستخدمين، هي الأسلحة الأقوى لمواجهة التحديات المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق