توافد الحجاج إلى مكة المكرمة في موسم الحج
توافد أكثر من مليون مسلم إلى مدينة مكة المكرمة قبل بدء موسم الحج هذا العام، حيث تعهدت السلطات السعودية بتنظيم مناسك الحج بشكل أكثر أمانًا، وسط درجات حرارة مرتفعة وحملة واسعة ضد الحجاج غير النظاميين. يُتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة هذا الأسبوع 40 درجة مئوية، وقد وصل أكثر من 1.3 مليون حاج إلى المملكة لأداء الشعائر، وذلك وفقًا للبيانات الرسمية.
موسم الحج ورؤية جديدة للأمان
لقد قامت السلطات السعودية هذا العام بحشد أكثر من 40 جهة حكومية و250 ألف موظف لرفع مستوى الجاهزية لمواجهة مخاطر الحرارة الشديدة، بعد أن شهدت البلاد “موجة حر قاتلة” في عام 2024 أودت بحياة العديد من الحجاج. وفي تصريح لوزير الحج السعودي توفيق الربيعة لوكالة فرانس برس، أوضح أن المساحات المظللة قد توسعت بقرابة 50 ألف متر مربع، وتم وضع الآلاف من العاملين في المجال الطبي في حالة تأهب، بالإضافة إلى تثبيت أكثر من 400 وحدة تبريد خلال فترة المناسك.
كما ستُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد التدفقات المعلوماتية والصور، بما في ذلك لقطات من طائرات مسيّرة، من أجل إدارة الحشود الكبيرة في مكة المكرمة. ورغم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، فقد عبّر الحجاج عن سعادتهم الكبيرة بوصولهم إلى المدينة المقدسة. حيث قال عبد المجيد آتي، وهو محامٍ ومستشار في الشريعة من الفلبين، “إنها نعمة حقيقية من الله، نشعر بسلام وأمان كبيرين في هذا المكان”.
أما عبد الحميد من نيجيريا، فقد أعرب عن “سعادته الكبيرة” بأداء الحج للعام الثاني على التوالي، مشيرًا إلى أنه لا يغادر منزله دون نظاراته الشمسية نظرًا لشدة الحرارة في مكة. تتزامن مناسك هذا العام مع موسم الحر السعودي، حيث شهدت السنوات السابقة حوادث مأساوية بسبب الاكتظاظ. وفي موسم الحج العام الماضي، فقد توفي 1301 حاج، وكان معظمهم ممن لم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى خيام أو وسائل النقل المكيّفة، مع تسجيل درجات حرارة قياسية وصلت إلى 51.8 درجة مئوية.
في هذا السياق، شنت السلطات السعودية حملة واسعة ضد الحجاج غير النظاميين، مستخدمةً طائرات مراقبة من دون طيار وعمليات تفتيش متكررة، بهدف منع دخول أي شخص غير مصرح له. تُوزع تصاريح الحج وفق نظام محاصصة متبع لكل دولة، ويُمنح الأفراد تلك التصاريح عبر إجراء قرعة. لكن حتى من يحصل على تصريح رسمي قد يكون عرضة للتكاليف المرتفعة، ما يدفع البعض لمحاولة الدخول بشكل غير قانوني، رغم المخاطر المترتبة على ذلك.
حمى التوقيف والترحيل تطارد المخالفين، حيث يواجه من يُضبط داخل مكة بدون تصريح غرامات كبيرة وتبعات تمنعه من دخول المملكة لعشر سنوات. وقد مثلت الأرقام المعلنة من وزارة الداخلية مؤشراً على جهود الحكومة لمواجهة هذه الظواهر، حيث تم ضبط 252 حملة حج وهمية و1239 ناقلًا مخالفًا. كما ضبطت السلطات 75,943 شخصًا حاولوا أداء الحج بدون تصريح.
في ختام القصة، تبرز تجارب الحجاج وما تحقق من أحلام عند وصولهم إلى مكة، إذ تفيد مرياما، وهي حاجة من السنغال، بأنها شعرت بسعادة غامرة عندما لمست الكعبة، قائلة: “كنت أحلم بذلك، أفكر فيه طوال الوقت”. هذه المشاعر والذكريات تعكس أهمية هذه الرحلة الروحية لكل مسلم زائر.
0 تعليق