استيعاب فائض توليد الطاقة النظيفة يقلل الانقطاعات.. إسبانيا نموذجًا (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يؤدي استيعاب فائض توليد الطاقة النظيفة في شبكات الكهرباء إلى التقليل من انقطاعات التيار، وخصوصًا في أوقات ذروة الطلب.

ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، سلّط انقطاع التيار الكهربائي واسع النطاق الذي ضرب إسبانيا والبرتغال، في أبريل/نيسان الماضي، الضوء على قضية حاسمة لمستقبل الطاقة الأوروبية.

وصرّح مدير الحسابات الصناعية لدى شركة "سبارك" السويدية لتطوير البطاريات (Sparq) روبرتو روميتا، لمجلة "بي في ماغازين إيطاليا" بأن الفرضية الأولية هي أن ما حدث في شبه الجزيرة الأيبيرية كان نتيجة اختلال التوازن بين حجم كهرباء الشبكة المُنتَجة والمُستهلَكة.

وأشار إلى أن 78% من الكهرباء المُغذّية للشبكة، آنذاك، كانت تأتي من مواقع الطاقة النظيفة "المتجددة".

تجدر الإشارة إلى أن السبب الدقيق لانقطاع التيار الكهربائي لا يزال قيد التحقيق، على الرغم من تسليط الضوء على عطل بمحطة فرعية في غرناطة، وما تلاه من أعطال في الشبكة في بطليوس وإشبيلية.

الطاقة النظيفة تعقّد عمليات شركات الشبكة

أوضح مدير الحسابات الصناعية لدى شركة "سبارك" السويدية لتطوير البطاريات روبرتو روميتا، أن الطاقة النظيفة عقّدت عمليات شركات الشبكة.

وقال: "عندما يُوضع العديد من محطات توليد الصغيرة جنبًا إلى جنب مع محطات الكهرباء في شبكة توزيع الكهرباء؛ تُصبح الأمور معقّدة".

وأضاف: "يزداد الأمر تعقيدًا إذا كان التوليد يأتي من مصادر الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي ترتبط توقعات إنتاجها ارتباطًا وثيقًا بتغيرات الأحوال الجوية".

وأكد أن "من المستحيل التنبؤ بدقة بانخفاض أو زيادة إنتاج الكهرباء في هذه المنشآت؛ نظرًا إلى تغير الأحوال الجوية باستمرار"؛ مشيرًا إلى "تغير أداء محطات الطاقة النظيفة عندما تكون السماء ملبّدة بالغيوم والرياح متقلبة".

وأردف: "في هذه المرحلة، وفي ظل شبكة كهرباء مستقرة افتراضيًا -تعتمد على الإنتاج عبر محطات الكهرباء التقليدية- هناك جزء غير مستقر يأتي من محطات الطاقة المتجددة".

وقال روميتا إن "هذه التقلبات غير المتوقعة في توليد الطاقة النظيفة قد تُخلّ بتوازن الشبكة إذا تجاوز العرض الاستهلاك فجأةً؛ ما يزيد من خطر انقطاع التيار الكهربائي".

مجموعة مزارع غيلينا للطاقة الشمسية بالقرب من مدينة إشبيلية في إسبانيا
مجموعة مزارع غيلينا للطاقة الشمسية بالقرب من مدينة إشبيلية في إسبانيا - الصورة من موقع شركة توتال إنرجي

محطات توليد الطاقة النظيفة في إسبانيا

قال مدير الحسابات الصناعية لدى شركة "سبارك" السويدية لتطوير البطاريات روبرتو روميتا: "في عام 2024، غطّت محطات توليد الطاقة المتجددة في إسبانيا أكثر من 50% من إجمالي الطلب".

وأضاف: "ضمن هذه النسبة -حيث توجد الطاقة الكهرومائية ولكنها ليست مهمة لتحليلنا- هناك انقسام بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنسبة 21% و19% من إجمالي العرض على التوالي".

وأوضح أنه "بفضل مساهمة الطاقة النظيفة، حاليًا، بنسبة 40% من توليد الكهرباء، التي لا تأخذ في الاعتبار المصفوفات الصغيرة المخصصة لاستهلاك الكهرباء ذاتيًا -ولا تزال مربوطة بالشبكة- فمن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة".

وأشار إلى أنه "في هذه المرحلة، عندما تُقسّم حزمة توليد الكهرباء بنسبة 60:40% بين أنواع الإنتاج، فقد تكون عرضة لاختلالات كبيرة "في الشبكة".

في المقابل، ينص معيار الشبكة الإيطالي "سي إي آي إي إن 50160" على ضرورة بقاء تردد الشبكة بين 49.5 و50.5 هرتز.

وألمح إلى أن "أي تردد يتجاوز هذه الحدود يُفعّل أنظمة حماية تفصل أو تعيد ربط أجزاء من الشبكة، لكن هذا غالبًا لا يكفي".

ومن الأمثلة على ذلك انقطاع التيار الكهربائي في إيطاليا عام 2003 بسبب اختلاف في التردد يزيد على 1 هرتز.

مزارع الرياح بالقرب من مدينة سرقسطة في إسبانيا
مزارع الرياح بالقرب من مدينة سرقسطة في إسبانيا – الصورة من وكالة الأناضول

أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات على نطاق الشبكة

أكد مدير الحسابات الصناعية لدى شركة "سبارك" السويدية لتطوير البطاريات روبرتو روميتا، أهمية أنظمة تخزين الكهرباء بالبطاريات على نطاق الشبكة، التي توفر احتياطيًا فوريًا للشبكة؛ حيث تخزن الكهرباء عند وجود فائض في العرض وتُفرّغ عند نقصها.

وقال: "على عكس محطات الكهرباء التقليدية، لا يمكن إيقاف الأنظمة التي تستعمل مصادر الطاقة المتجددة". وأضاف: "على سبيل المثال، يستمر لوح الطاقة الكهروضوئية في إنتاج الكهرباء بغض النظر عما إذا كان مربوطًا بالشبكة أم لا".

وأوضح أنه حتى في حال فصل اللوح، سيظل يُنتج كمية من الكهرباء التي "ستُهدر"، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويكمن جوهر المسألة في "ضرورة تخزين فائض الكهرباء قدر الإمكان، ليس فقط للاستهلاك الذاتي، بل للمساهمة بشكل متزايد في توازن الشبكة".

وأضاف روميتا أن فرض تخزين الكهرباء في جميع مواقع الطاقة المتجددة على مستوى المرافق -مثلما فعلت الصين لمدة من الوقت- سيضمن أن توفر مشروعات الطاقة النظيفة في البلاد احتياطيًا فوريًا من الكهرباء في الشبكة؛ ما يضمن تعزيز تشغيل الشبكة بالإضافة إلى تفادي اختلال توازن الشبكات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق