في مشهد مفعم بالمشاعر والانفعالات، أصدرت محكمة جنايات طنطا حكمها بالسجن المؤبد على ثلاثة متهمين بقتل شاب بعد استدراجه في علاقة مع سيدة أخفته عنه حقيقة كونها ما زالت زوجة لرجل آخر، رغم إيهامه بأنها مطلقة بشكل رسمي. القرار لاقى ارتياحًا واسعًا لدى أسرة المجني عليه التي حضرت الجلسة وخرجت منها بالدموع والزغاريد.

مؤامرة قتل الشاب

تعود تفاصيل الواقعة إلى أن المجني عليه ارتبط بسيدة تُدعى وداد جعفر العمدة أقنعته بأنها مطلقة من زوجها السابق الذي أنجبت منه ثلاثة أبناء، وبعد فترة من العلاقة بينهما، اكتشف الشاب أن السيدة لا تزال على ذمة زوجها قانونًا، الأمر الذي شكل صدمة له ودفعه لمواجهتها بالحقيقة. المواجهة لم تمر بسلام، إذ انتهت بمؤامرة قتل الشاب أعدّها زوج السيدة وآخران شاركا في تنفيذ الجريمة البشعة.

أسرة المجني عليه تابعت التحقيقات من بدايتها وحتى صدور الحكم، وظلت والدته تترقب لحظة القصاص. وبمجرد سماعها الحكم داخل القاعة، غلبتها مشاعرها فأطلقت الزغاريد وقالت بصوت مبحوح "دلوقتي أقدر أزوره وأقوله نام وارتاح يا ضنايا.. ربنا جابلك حقك".

في تصريح خاص لموقع "مصر تايمز"، أكدت الأم أن ابنها كان حسن النية ولم يكن يعلم أن السيدة مرتبطة بزوج شرعي وقت ارتباطه بها. وأضافت أن الخداع والغدر هما سبب الكارثة التي أودت بحياة نجلها الذي وصفته بأنه كان شهمًا ووفيًا.

من جانبه أوضح المحامي محمود فودة، دفاع المجني عليه، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز" أن النيابة قدمت للمحكمة أدلة كافية تثبت التخطيط المسبق للجريمة وأن المتهمين نفذوها بتعمد وسبق إصرار، مشيرًا إلى أن المتهمين لم يعترفوا رسميًا خلال التحقيقات لكن التحريات وتقارير الطب الشرعي وشهادات الشهود أكدت صحة الاتهامات.

وأضاف فودة أن المتهمين لم يظهروا أي تعبير عن الندم خلال جلسات المحاكمة، وأن أحدهم فقد وعيه بمجرد سماع الحكم داخل قفص الاتهام.

أسرة المجني عليه أكدت أن الحكم أعاد جزءً من كرامة الشاب الذي توفي ضحية خداع ممنهج، في واحدة من القضايا الاجتماعية التي أثارت جدلًا واسعًا في المجتمع المحلي خلال الفترة الماضية.

وتستعد والدته لزيارة قبره هذا الأسبوع لأول مرة منذ الحادث وهي تشعر أن العدالة انتصرت ولو بعد شهور من الألم والانتظار.