عادت منشأة "فوردو" النووية الإيرانية إلى دائرة الضوء من جديد، وسط تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، حيث تشير تقارير استخباراتية وعسكرية إلى أن هذه المنشأة المحصّنة للغاية قد تمثل العقدة الأصعب في أي ضربة عسكرية تستهدف برنامج إيران النووي، ولا يمكن تدميرها – وفق بعض الخبراء – إلا باستخدام القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات GBU-57.
ما هي منشأة فوردو؟
تقع منشأة "فوردو" النووية تحت الأرض بالقرب من مدينة قم، جنوب غرب العاصمة طهران، وقد بُنيت على عمق نحو 80 مترًا داخل جبل صخري، الأمر الذي يجعلها من أكثر المنشآت النووية تحصينًا في العالم. دخلت المنشأة الخدمة في عام 2009، وأكّد الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) وجود أنشطة تخصيب فيها منذ ذلك الحين.
تحصينات معقدة وقدرات استراتيجية
المنشأة محاطة بعدة طبقات من الحماية تشمل التربة، الصخور، والخرسانة المسلحة، ويصعب اختراقها بالأسلحة التقليدية. كما أنها محاطة بأنظمة دفاع جوي متعددة، من بينها منظومات صاروخية إيرانية وروسية، ما يجعل من استهدافها مهمة عسكرية بالغة التعقيد.
وتشير تقارير إلى أن فوردو مزوّدة بكل ما يلزم لتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60%، وهي نسبة تقترب بشدة من العتبة المطلوبة لإنتاج سلاح نووي. وتُعدّ المنشأة عنصرًا رئيسيًا في قدرة إيران على تنفيذ "الاختراق النووي" في حال قررت المضي قدمًا نحو تصنيع قنبلة نووية.
دلالات استراتيجية
فوردو ليست مجرد منشأة فنية أو نووية، بل هي أيضًا رمز للمواجهة المستمرة بين إيران والغرب، وخصوصًا الولايات المتحدة وإسرائيل، في ما يتعلق بملفها النووي.
وقد أصبحت المنشأة إحدى أدوات الضغط السياسي والتفاوضي التي تستخدمها طهران في مواجهة العقوبات والضغوط الدولية.
وفي ظل التهديدات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، تزايدت التكهنات حول إمكانية استهداف المنشأة.
إلا أن طبيعتها المحصنة تضع تحديًا استراتيجيًا أمام أي جهة تفكر بضربها، ما يعيد طرح التساؤلات حول طبيعة الخيارات المتاحة أمام تل أبيب وواشنطن، والتكلفة الباهظة لأي عمل عسكري محتمل.
0 تعليق