يمثل الهدي في الحج رمزًا للفداء والطاعة المطلقة لله، ويتقرب به الحاج إلى الله تعالى في أيام النحر، حيث يجمع هذا العمل بين العبودية والرحمة والتكافل الاجتماعي، عبر توزيع لحوم الهدي على فقراء الحرم، فمن أبرز شعائر الحج التي تميز هذه الفريضة عن سائر العبادات، شعيرة “ذبح الهدي”، التي تمثل قمة في التعبد والتقرب إلى الله، وتذكرنا بتضحية نبي الله إبراهيم عليه السلام، عندما أمره الله بذبح ابنه إسماعيل، ففداه الله بذبح عظيم.
ما هو الهدي؟
الهدي هو ما يُذبح من بهيمة الأنعام في الحج تقربًا إلى الله، ويكون من الإبل أو البقر أو الغنم. ويجب الهدي على المتمتع والقارن، أما المفرد فلا يجب عليه هدي إلا تطوعًا، وقد قال الله تعالى: “فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي”، وهذا يعني أن المتمتع والقارن بين الحج والعمرة يلزمهما ذبح الهدي شكرًا لله على التيسير.
متى يُذبح الهدي؟
يُذبح الهدي يوم العيد (10 ذو الحجة)، وأيام التشريق (11 و12 و13 من ذي الحجة). ويبدأ وقته **بعد طلوع شمس يوم العيد**، وبعد رمي جمرة العقبة الكبرى، وهو الترتيب الأفضل، ولا يجوز ذبح الهدي قبل هذا الوقت، ومن ذبحه قبله فلا يُجزئ، ويجب عليه أن يعيده، كما يمتد وقت الذبح حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.
شروط سلامة الهدي
للهدي شروط معينة لا بد من تحققها ليكون مقبولًا شرعًا، وأهم هذه الشروط:
1. أن يكون من بهيمة الأنعام: أي من الإبل أو البقر أو الغنم (ضأن أو ماعز).
2. أن يكون بلغ السن الشرعي، الإبل لا تقل عن خمس سنوات، والبقر لا تقل عن سنتين، والماعز لا تقل عن سنة، والضأن (الخروف) يجوز من ستة أشهر إن كان سمينًا
3. السلامة من العيوب: فلا يصح الهدي إذا كان عوراء بيّن عورها، أو مريضة بيّن مرضها، أو عرجاء بيّن عرجها، أو هزيلة لا تُجزئ.
4. أن يكون مملوكًا للحاج أو مأذونًا له بذبحه.
أحكام الهدي
من لم يجد الهدي أو لم يستطع شراءه، وجب عليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، كما نص القرآن الكريم.
يجوز توكيل من يذبح عنك، سواء من خلال المؤسسات أو الأفراد، مع التأكد من توفر الشروط.
يسن للحاج أن يأكل من هديه، ويهدي منه، ويتصدق على الفقراء، وهذا من أعظم أوجه البر.
لا يجوز بيع لحم الهدي، ولا الجلد، ولا إعطاء الجزار أجرته من لحمه.
0 تعليق