فى سابقة لم تكن متوقعة لعشاق كرة القدم حول العالم، شهدت البطولات القارية هذا الموسم سقوطًا مدويًا لعدد من كبار الأندية فى مراحل حاسمة، رغم كونهم أبطال النسخ الماضية وممثلين رسميين لقاراتهم فى كأس العالم للأندية 2025 المقرر إقامتها فى الولايات المتحدة.
هذه النتائج أثارت تساؤلات واسعة: هل هى لعنة المشاركة فى كأس العالم للأندية؟ أم أن الكبرياء وحده لا يكفى للاستمرار فى القمة؟
ريال مدريد يسقط فى أوروبا.. حامل اللقب يودع مبكرًا
ريال مدريد، صاحب الرقم القياسى فى عدد مرات الفوز بدورى أبطال أوروبا، وحامل اللقب فى النسخة الماضية، ودّع البطولة هذا الموسم من الدور ربع النهائي، بعد هزيمة مفاجئة أمام أرسنال الإنجليزي.
الدفاع الهش أمام السرعة الهجومية لأرسنال، إلى جانب غياب الفاعلية فى الثلث الهجومي، أدى إلى خسارته بنتيجة لم يتوقعها أكثر المتشائمين من جماهيره الأمر الذى جعل وقت وجود المدير الفنى الإيطالى كارلو أنشلوتى محسوبًا بنهاية الموسم.

خروج ريال مدريد بهذه الطريقة يعد صدمة كبرى لعشاقه، خصوصًا أن الفريق كان يملك تركيبة بشرية قوية وخبرة واسعة فى الأدوار الإقصائية.
لكن يبدو أن الضغط الناتج عن الالتزامات المتعددة، والتحضير المبكر لمونديال الأندية، أثر بشكل مباشر على الأداء الذهنى والبدنى للاعبين.
الأهلى المصري.. بطل أفريقيا يترنح أمام صن داونز
وفى أفريقيا، تكررت الصدمة عندما خرج الأهلى المصري، حامل لقب دورى أبطال أفريقيا، من نصف نهائى النسخة الحالية بعد خسارة مفاجئة أمام فريق صن داونز الجنوب أفريقي. وعلى الرغم من أن الأهلى قدم مستويات قوية فى البطولة، فإن الأخطاء الدفاعية الفردية، وعدم استغلال الفرص، بالإضافة إلى تردد المدير الفنى السابق السويسرى مارسيل كولر ويديه المرتعشة فى الشق الهجومى للفريق الامر الذى أدى الى اقالته رجحت كفة الفريق الجنوب أفريقى الذى بدا أكثر تنظيمًا وخطورة.
الأهلي، أحد أنجح الأندية فى تاريخ القارة السمراء، والذى كان يطمح فى الحفاظ على لقبه والمشاركة كبطل متوج فى كأس العالم للأندية، وجد نفسه خارج البطولة فى وقت حرج، ما يضع علامات استفهام حول مدى تأثره بالتحديات البدنية والضغوط الإعلامية الناتجة عن مشاركته الدولية المنتظرة.

الهلال السعودي.. كبرياء آسيا يتلاشى أمام الأهلي
أما على الصعيد الآسيوي، فلم يكن حال الهلال السعودي، أحد أبرز أندية القارة، أفضل حالًا فقد خرج "الزعيم" من نصف نهائى دورى أبطال آسيا النخبة على يد مواطنه الأهلى السعودي، بعد مباراة مثيرة حسمها الأخير لمصلحته بأداء قوى واستغلال مثالى لأخطاء الهلال.
الهلال، الذى يعتبر من أعمدة الكرة الآسيوية، والذى يشارك فى كأس العالم للأندية 2025 ممثلًا عن قارة آسيا، دخل البطولة القارية بصفته المرشح الأول، خصوصًا بعد التدعيمات القوية التى أجراها بداية الموسم.
لكن يبدو أن الضغوط المتزايدة، وتضارب الأولويات أثرت بشكل ملحوظ على استقرار الفريق وتوازنه فى اللحظات الحاسمة أضف إلى كل ذلك أخطاء البرتغالى جورجى جيسوس المدير الفنى السابق للفريق.
لعنة كأس العالم للأندية
هذه الإخفاقات المتزامنة لأبطال القارات تطرح تساؤلًا منطقيًا: هل المشاركة فى كأس العالم للأندية 2025 أصبحت عبئًا نفسيًا وبدنيًا على اللاعبين؟ وهل التفكير المسبق فى البطولة العالمية أفقد هذه الأندية التركيز فى البطولات القارية التى يفترض أن تحسم بها الهيمنة الإقليمية أولًا؟
قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن "لعنة" بالمعنى الحرفي، لكن المؤشرات واضحة: الكبار الذين ضمنوا مكانهم فى المحفل العالمي، فقدوا بريقهم محليًا وقاريًا. ومن الواضح أن هذه المشاركة المرتقبة تسببت فى نوع من "الإرهاق الذهني"، أو على الأقل نقلت بوصلة التركيز نحو تحدٍ آخر قبل الأوان.
الكرة الحديثة لا تعترف بالتاريخ وحده، ولا تضمن المجد الدائم حتى لأعرق الأندية.
والسقوط المفاجئ لريال مدريد والأهلى والهلال هذا الموسم يؤكد أن المجد القارى يحتاج تركيزًا كاملًا وإدارة ذكية للموارد والضغوط.
وإن كانت لعنة كأس العالم للأندية حقيقية، فإن الأندية المشاركة مطالبة بإعادة النظر فى أولوياتها وتوزيع مجهوداتها، حتى لا تكون المشاركة العالمية نهاية حلم، لا تتويجًا لمجد جديد.
0 تعليق