"طائرة رئاسية مجانية".. هدية قطر لـ"ترامب" تتحول إلى كابوس أمني في أمريكا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قبل زيارته للدوحة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" مساء الأحد عن خطة لاستلام طائرة "بوينج 747-8" فاخرة هديةً من العائلة المالكة القطرية، لاستخدامها مؤقتًا كبديل لطائرة الرئاسة الأمريكية "إير فورس ون" القديمة. 

"الهدية المجانية" أشعلت سجالًا قانونيًا وأخلاقيًا حادًا في واشنطن، وسط تحذيرات من "نفوذ أجنبي" و"كوابيس أمنية"، حسب "سي إن إن بالعربية"

من الدوحة إلى البيت الأبيض.. تفاصيل الصفقة الغامضة

كشفت تقارير شبكة CNN وقناة ABC أن الطائرة، التي تقدر قيمتها بنحو 400 مليون دولار، ستُسلَّم رسميًا من وزارة الدفاع القطرية إلى البنتاجون كـ"هدية حكومية"، قبل تعديلها بإضافات أمنية وتقنية لتحل محل الطائرة الرئاسية الحالية التي تجاوز عمرها 35 عامًا. 

وحسب مصادر مطلعة لـ CNN ستبقى الطائرة في خدمة ترامب خلال ولايته الثانية المُحتملة، قبل أن تُنقل إلى "مكتبته الرئاسية" كملكية دائمة بعد مغادرته المنصب.

حاول الجانب القطري تبرير الصفقة باعتبارها هدية بين حكومتين، وليس لترامب شخصيًا. وقال علي الأنصاري، الملحق الإعلامي لقطر في واشنطن، إن النقل المحتمل للطائرة "قيد الدراسة بين وزارتي الدفاع القطرية والأمريكية"، مؤكدًا أن الإدارات القانونية لم توافق بعد.

 بينما يرى خبراء مثل كاثلين كلارك، أستاذة الأخلاقيات الحكومية في جامعة واشنطن، أن الهدية تستهدف ترامب شخصيًا، وأن الحكومة الفيدرالية مجرد "قناة عبور" لتجاوز المادة الدستورية التي تحظر تلقي الرؤساء الحاليين لمكاسب أجنبية.

الديمقراطيون يشهرون سلاح الفساد

لم تتردد الأصوات المعارضة في وصف الخطوة بـ"الرشوة المعلنة"، حيث هاجم تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، الصفقة بسخرية لاذعة: "لا شيء يعبر عن شعار أمريكا أولًا مثل طائرة رئاسية تقدمها قطر!". بينما أطلقت اللجنة الوطنية الديمقراطية تحذيرًا من "أكبر عملية احتيال لترامب".

حتى بعض المؤيدين اليمينيين لترامب، مثل لورا لومر، عبروا عن قلقهم، معتبرين قبول الطائرة "وصمة عار" إذا تأكدت صحتها، أما في الجانب الأمني، فقد وصف مصدر في جهاز الخدمة السرية الأمر بأنه "كابوس"، مشيرًا إلى ضرورة تفكيك الطائرة بالكامل للبحث عن أجهزة تجسس محتملة.

بوينج وأزمة الثقة.. ترامب يبحث عن بدائل

تكشف الواقعة عن خلفية مُعقدة تتعلق بتأخيرات مشروع استبدال الطائرة الرئاسية، الذي تُنفذه شركة بوينغ منذ سنوات بتكلفة بلغت 3.9 مليار دولار.

 وبحسب تصريحات سابقة لترامب، فإن التأخير الذي تجاوز 5 سنوات دفعَه للبحث عن خيارات أخرى، بما في ذلك طائرات مستعملة، بل وطلب مساعدة إيلون ماسك لتسريع العملية!

تحقيقات مطلوبة ونهاية مفتوحة

أعلن النائب الديمقراطي ريتشي توريس عن إرسال خطابات رسمية إلى جهات رقابية للمطالبة بتحقيق عاجل، مؤكدًا أن "القصر الجوي" القطري سيكون أغلى هدية يقدمها بلد أجنبي لرئيس أمريكي في التاريخ.

منظمة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق" (CREW) وصفت الصفقة بأنها "غير مسبوقة"، مشيرة إلى أن قيمة الطائرة تقارب 400 مليون دولار، وهو ما يفوق أي هدية تلقاها رئيس أمريكي في التاريخ. كما حذر مصدر في جهاز الخدمة السرية من أن قبول طائرة أجنبية يشكل "كابوسًا أمنيًا"، إذ سيتطلب تفكيكها بالكامل للبحث عن أجهزة تجسس محتملة.

من جهته، دافع ترامب عن الصفقة بتغريدة غاضبة على "تروث سوشيال"، واصفًا انتقادات الديمقراطيين بـ"الهستيرية"، ومؤكدًا أن الطائرة ستُستخدم في "اتفاق علني وشفاف"، بينما أشار متحدث قطري إلى أن النقل المحتمل للطائرة "ما زال قيد الدراسة ولم يُتخذ قرار نهائي".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق