بغداد تحتضن التحضيرات للقمة العربية الـ34.. فلسطين في الصدارة.. وجدول أعمال حافل بالتحديات الإقليمية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انطلقت في العاصمة العراقية بغداد، يوم الأربعاء، أعمال اجتماع المندوبين وكبار المسئولين العرب، تمهيدًا لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية في دورتها العادية الرابعة والثلاثين، المقرر عقدها السبت المقبل برئاسة العراق. يُمثل هذا الاجتماع محطة رئيسية في رسم ملامح جدول الأعمال العربي المشترك، وسط تحديات متفاقمة تواجهها المنطقة، وعلى رأسها استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

جدول أعمال واسع لقضايا ملحة

يشمل مشروع جدول أعمال القمة ثمانية بنود رئيسية، تعكس اتساع رقعة الأزمات في المنطقة وتنوع الملفات الاستراتيجية التي تتطلب موقفًا عربيًا موحدًا. في مقدمة هذه القضايا، تحضر القضية الفلسطينية بوصفها الملف الأهم والأكثر إلحاحًا، تليها موضوعات الأمن القومي العربي، مكافحة الإرهاب، والنزاعات المسلحة التي تعصف بعدد من الدول العربية.

ويتضمن الجدول تقارير دورية حول أداء القمم السابقة، وتقريرًا للأمين العام أحمد أبو الغيط بشأن التطورات في العمل العربي المشترك. كما يناقش قضايا جوهرية مثل:

التضامن مع لبنان

الأزمة السورية

الأوضاع في السودان، ليبيا، اليمن، الصومال، وجزر القمر

النزاع الحدودي بين جيبوتي وإريتريا

احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث

التدخلات التركية في العراق

سد النهضة وتأثيره على الأمن المائي العربي

القضية الفلسطينية وإعمار غزة: أولوية مؤجلة بفعل الاحتلال

أكد حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال القمة، مشيرًا إلى الخطة العربية لإعادة إعمار غزة التي تم تبنيها في القمة غير العادية بالقاهرة في مارس الماضي. إلا أن تنفيذ هذه الخطة، وفقًا لزكي، لا يزال معلقًا بسبب "الانتهاك الإسرائيلي المستمر لوقف إطلاق النار" والتدهور الميداني في القطاع.

وأوضح زكي أن التمويل ليس العقبة الأساسية، وإنما غياب الظروف السياسية والإنسانية المناسبة، التي تسمح بإطلاق عملية إعادة الإعمار، معتبرًا أن المانحين جاهزون حال توفر هذه الشروط.

الرمزية السياسية لاحتضان بغداد للقمة

انعقاد القمة العربية في بغداد يحمل دلالات رمزية عميقة، بحسب زكي، الذي أشار إلى أن العراق، رغم سنوات من الصراع وعدم الاستقرار، يستعيد اليوم مكانته في قلب العمل العربي. وأضاف أن العاصمة العراقية "تتجمل للقمة"، في دلالة على استعادة الحيوية والقدرة على استضافة قمم بحجم الحدث العربي.

ختام التحضيرات وتطلعات القادة

من المقرر أن تُرفع نتائج اجتماع المندوبين إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الخميس، لاعتمادها قبيل طرحها على القادة ورؤساء الحكومات في الجلسة الختامية السبت المقبل، والتي ستصدر عنها قرارات ملزمة وإعلان ختامي.

كما سيُحدد جدول الأعمال المقبل موعد ومكان انعقاد الدورة الخامسة والثلاثين للقمة، إضافة إلى تناول المستجدات الإقليمية والدولية التي تفرض نفسها على خارطة الاهتمامات العربية.

تحمل القمة العربية في دورتها الـ34 ثقلًا استثنائيًا، ليس فقط في حجم القضايا المطروحة، وإنما أيضًا في رمزية عقدها ببغداد. ومن الواضح أن نجاح القمة لن يقاس بعدد القرارات المتخذة، بل بمدى القدرة على ترجمتها إلى مواقف فعلية وتنسيق عربي يعيد الثقة بالمؤسسات الإقليمية، وسط تصاعد التهديدات وتراجع الثقة الشعبية بالعمل العربي المشترك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق