جولة ترامب الشرق أوسطية.. استثمارات ضخمة وتحالفات جديدة تعيد تشكيل أولويات واشنطن

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته الشرق أوسطية يوم ١٣ مايو ٢٠٢٥ من الرياض، في زيارة استمرت أربعة أيام شملت السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، مع تركيز واضح على الصفقات الاقتصادية والاستثمارات الكبرى بدلًا من الدبلوماسية التقليدية. 

كانت هذه الجولة، وهي الأولى له خارجيًا منذ عودته إلى البيت الأبيض، تهدف إلى إبرام اتفاقيات اقتصادية ودفاعية ضخمة، حيث أعلنت السعودية عن استثمار بقيمة ٦٠٠ مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، مع إمكانية زيادة هذا المبلغ إلى تريليون دولار، كما اقترح ترامب. 

كما شملت الزيارة توقيع صفقة دفاعية تاريخية بقيمة ١٤٢ مليار دولار مع السعودية، تضم أنظمة دفاع جوي وصاروخي، سفنًا حربية، وتكنولوجيا عسكرية متقدمة، إلى جانب برامج تدريب لتعزيز قدرات القوات السعودية وفقا لموقع كاليبر دوت أز.

في الإمارات، أعلنت أبوظبي عن خطة استثمار بقيمة ١٫٤ تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى عشر سنوات، تركز على قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي، أشباه الموصلات، الطاقة، والتصنيع. 

كما وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على صفقتين لتزويد الإمارات بطائرات عسكرية ومعدات بقيمة ١٫٤ مليار دولار، بما في ذلك طائرات هليكوبتر عسكرية من طراز سي إتش-٤٧ تشينوك. أما في قطر، فقد خططت السلطات لتقديم طائرة بوينغ ٧٤٧-٨ بقيمة ٤٠٠ مليون دولار كهدية للولايات المتحدة، حيث أعرب ترامب عن نيته استخدامها كطائرة الرئاسة خلال فترة ولايته. 

وأوضحت يورونيوز أن هذه الصفقات، إلى جانب استثمار سعودي بقيمة ٢٠ مليار دولار في قطاع الذكاء الاصطناعي الأمريكي، تدعم رؤية السعودية ٢٠٣٠ لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، بينما تسعى الإمارات لتصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي بحلول عام ٢٠٣١ وفقا لموقع يورونيوز.

من الناحية الجيوسياسية، أثارت الزيارة تساؤلات حول أولويات واشنطن، خاصة مع غياب إسرائيل عن جدول الزيارة، مما اعتبره محللون إشارة إلى تفضيل ترامب للدول الخليجية التي تقدم استثمارات ضخمة على حساب التحالفات التقليدية. كما أعلن ترامب عن رفع العقوبات عن سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، والتقى بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع لمناقشة تطبيع العلاقات. وهاجم إيران، واصفًا إياها بـ"القوة الأكثر تدميرًا" في المنطقة، مع التعبير عن أمله في التفاوض حول برنامجها النووي، مما يعكس نهجًا يجمع بين المواجهة والدبلوماسية. 

وأشار تقرير في كاليبر دوت أز إلى أن ترامب يهدف إلى توسيع "اتفاقيات إبراهيم"، التي توسطت فيها الولايات المتحدة عام ٢٠٢٠ لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول مثل الإمارات والبحرين، لكنه أوضح أن التطبيع السعودي الإسرائيلي يواجه عقبات بسبب معارضة إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية وفقا لموقع كاليبر دوت أز.

تضارب المصالح كان محور نقاش آخر، حيث أشار واشنطن بوست إلى أن منظمة ترامب، التي يديرها أبناؤه، وقّعت صفقات عقارية في السعودية، وقطر، والإمارات، بما في ذلك منتجع جولف في قطر وبرج فندقي في دبي بالشراكة مع شركة دار جلوبال. 

هذه العلاقات التجارية أثارت انتقادات من منظمات مثل "سيتيزنز فور ريسبونسيبيليتي إن إثيكس إن واشنطن"، التي حذرت من التداخل بين مصالح ترامب الشخصية وسياساته كرئيس. كما أثار عرض قطر لتقديم الطائرة مخاوف من الفساد، حيث وصفها بعض نواب الكونجرس الأمريكي بأنها "رشوة أجنبية". 

ومع ذلك، أكد البيت الأبيض أن ترامب لا يشارك مباشرة في إدارة منظمته، وأن هذه الصفقات تعزز الاقتصاد الأمريكي. بشكل عام، عكست الزيارة نهج ترامب الذي يعطي الأولوية للصفقات الاقتصادية والاستثمارات على حساب القضايا الأمنية التقليدية، مما يعيد تشكيل أولويات واشنطن في المنطقة وفقا لموقع صحيفة واشنطن بوست ومجلة فورين بوليسي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق