بشكل مفاجئ للمراقبين وخبراء الأسواق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد، تأجيل فرض تعرفة جمركية بنسبة 50% على بضائع الاتحاد الأوروبي من الأول من يونيو إلى التاسع من يوليو 2025، من أجل إفساح المجال لمزيد من المفاوضات، وفقًا لصحيفة "رو ستوري".
وجاء القرار بعد مكالمة مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، التي أعربت عن رغبتها في إجراء مفاوضات جادة.
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال": "وافقت على التمديد - 9 يوليو 2025 - وكان ذلك امتيازًا لي، ومن جانبها، قالت رئيسة المفوضية إن المحادثات ستبدأ بسرعة."
وأثار هذا التراجع الجديد موجة سخرية على وسائل التواصل الاجتماعي. علق السيناتور كريس ميرفي ساخرًا: "التعرفات قائمة بنسب مختلفة، ثم أُلغيت، ثم عادت، والآن 50% على أوروبا، لكن لا تعرفات الآن! يا لها من نكتة."
وكتب الاقتصادي جاستن وولفرز: "إعلان التعرفة استمر عطلة نهاية الأسبوع، أو 18% من مدة سكاراموتشي"، في إشارة إلى فترة أنتوني سكاراموتشي القصيرة (10 أيام) كمدير للاتصالات في إدارة ترامب عام 2017. وأضاف وولفرز: "كمُدرّس أكاديمي، أؤمن بالمواعيد النهائية الواقعية والالتزام بها."
كما علق المؤلف جيمس سورويكي: "ترامب يتراجع عن تهديده بالتعرفة على الاتحاد الأوروبي"، وأضاف حساب "جمهوريون ضد ترامب": "مرة أخرى."
وفي يوم الجمعة، كان ترامب قد هدد بفرض التعرفة، مشتكيًا من أن الاتحاد الأوروبي "صعب في التعامل" وأن المفاوضات "لا تتقدم". لكن المكالمة مع فون دير لاين خففت التوترات مؤقتًا.
وقالت فون دير لاين: "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتقاسمان أهم علاقة تجارية في العالم، وأوروبا مستعدة لدفع المحادثات بسرعة وحسم حتى 9 يوليو."
واعتاد مستخدمو السوشيال ميديا على السخرية من تقلبات ترامب السياسية، وفي مايو 2025، تصاعدت الانتقادات الساخرة بعد إعلانه عن خطط لإعادة تقييم العلاقات التجارية مع حلفاء آخرين مثل كندا والمكسيك، ثم تراجعه عنها في غضون أيام.
تداول المستخدمون على منصة إكس منشورات تهكمية تصف ترامب بـ"ملك التهديدات الفارغة"، مع منشورات تُظهر صورته وهو يوقّع مراسيم وقرارات تنفيذية وهمية ثم يمزقها.
أحد المستخدمين كتب: "ترامب يهدد، ثم يتراجع، ثم يغرد، ثم يعيد الكرّة.. هل هذه سياسة أم مسرح؟"، مما أثار تفاعلًا واسعًا.
واعتاد مستخدمو السوشيال ميديا أيضًا على الإشارة إلى تكرار تراجعات ترامب كجزء من أسلوبه السياسي، حيث ربط البعض بين هذا التراجع الأخير وتاريخه في تغيير المواقف بشأن قضايا مثل الرعاية الصحية والتجارة مع الصين.
نشر أحد الحسابات البارزة على إكس تعليقًا جاء فيه: "ترامب يعيد تشغيل مسلسل التهديدات القديم، لكن الموسم الجديد بلا مفاجآت!"، بينما استخدم آخرون هاشتاج #TrumpFlipFlop لتسليط الضوء على نمط التقلبات، معبرين عن مخاوفهم من تأثير هذه السياسة العشوائية وتكرار التراجعات عن قرارات متخذة على الأسواق والاقتصاد العالمي.
0 تعليق