حرائق السيارات الكهربائية في بريطانيا ترتفع 77%

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يهدّد نمو معدل حرائق السيارات الكهربائية تحقيق مستهدفات الانتشار على الطرق، وتُعد "البطارية" كلمة السر في نشوب غالبية الحوادث خلال الآونة الماضية.

ووفق بيانات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، سجّلت حرائق السيارات زيادة قدرها 77% في بريطانيا، على مدار العامَيْن الماضييْن.

وجدّدت هذه البيانات مساحة الجدل بين الفريق المؤيد للسيارات الكهربائية، ونظيره المدافع عن سيارات محرك الاحتراق الداخلي.

واللافت للنظر أن هذه البيانات ظهرت بعدما ارتفع استهلاك السيارات الكهربائية في بريطانيا بما يفوق نصف المليون سيارة العام الماضي 2024، في إطار الاستعدادات لحظر المبيعات الجديدة لسيارات محرك الاحتراق الداخلي بحلول نهاية العقد.

كيف تحدث حرائق السيارات الكهربائية؟

يرى محللون أن حرائق السيارات الكهربائية أكثر خطورة من احتراق سيارات البنزين والديزل.

ويرجع ذلك إلى صعوبة السيطرة على السيارات الكهربائية المحترقة بالوسائل المعتادة، والمستعملة في إخماد حرائق السيارات التقليدية مثل: الماء، أو البطانيات المقاومة للاحتراق، أو المواد الرغوية المخصصة لذلك.

سيارة كهربائية تشعل النار في هامبشاير
سيارة كهربائية تشعل النار في هامبشاير - الصورة من ذا تيليغراف

وتتطلّب السيطرة على هذه الحرائق وقتًا طويلًا، بالإضافة إلى الحاجة لكميات كبيرة من المياه تصل إلى 10 أضعاف مقارنة بغيرها.

ويُسبّب اشتعال النار في سيارة كهربائية أضرارًا في المحيط البيئي، ما يستلزم توعية للمواطنين بتداعياتها وكيفية التعامل معها.

وبالعودة إلى تقنيات السيارات الكهربائية نجد أن مصدر الاحتراق هو "البطارية"، وتشتهر بطاريات الليثيوم بأنها غير قابلة للانطفاء حتى تُستنفد البطارية بالكامل وتستهلكها ألسنة اللهب.

ويمكن تفسير ذلك تقنيًا بتسليط الضوء على ارتفاع درجات حرارة البطاريات، نتيجة حالة تُسمى "الانفلات الحراري"، التي تحدث إثر ارتطام السيارة أو شحنها بمعدل زائد عن الحد.

وتعرّضت أسرة بريطانية -شهر مايو/أيّار 2025 الجاري- لاحتراق سيارتها الكهربائية، وامتد الحريق إلى المنزل دون وقوع ضحايا.

بيانات الحرائق

زادت حرائق السيارات الكهربائية في بريطانيا بمعدل 77%، خلال عامي 2023 و2024، حسب بيانات صادرة عن شركة التأمين كيو بي إي (QBE).

وخلال العام الماضي وحده، سيطر رجال الإطفاء على 232 حريقًا، ارتفاعًا من 131 حريقًا وقعت منذ 3 سنوات.

وتُشير هيئة الإطفاء والإنقاذ إلى أن بطاريات الليثيوم أيون المتضررة تقف وراء اشتعال غالبية الحرائق، وهي التي تنقل السيارات من "الحالة الآمنة" إلى "مصدر خطر" إذا امتدت المؤثرات إلى جدار خلية البطارية.

ويبدو أن المخاوف امتدت إلى وسائل نقل أخرى، إذ كشفت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة خيرية معنية بالسلامة الكهربائية ليزلي رود، عن أن حرائق بطاريات الليثيوم أيون في الدراجات الكهربائية آخذة بالارتفاع أيضًا.

وأضافت أن حرائق الدرجات تسبّب نشر المواد والأبخرة السامة في المنازل وغيرها من النطاق المحيط، مشيرة إلى قدرتها على الفتك بغرفة خلال دقائق.

وتضاعف معدل حرائق الدراجات خلال المدة المرصودة، إذ زاد إلى 362 حريقًا مقارنة بـ181 حريقًا رُصدت سابقًا، وفق ذا تيليغراف.

ويرى محللون أن بطاريات الدراجات الكهربائية ليست على المستوى ذاته من كفاءة الدراجات نفسها، ما يعرّض الممتلكات والأشخاص لمخاطر.

وكشف مسؤول في فرق الإطفاء عن أن احتراق الدراجات الكهربائية يُصنّف بين "الأسرع نموًا" من حيث المخاطر.

حرائق السيارات الكهربائية
رجال إطفاء يحاولون السيطرة على حريق سيارة كهربائية - الصورة من منصة "درايف"

دفاع حكومي

شكّك مسؤول حكومي فيما يثيره المحللون وخبراء شركات التأمين حول تزايد معدل اشتعال حرائق السيارات الكهربائية، مقارنة بنظيرتها التقليدية العاملة بالبنزين والديزل.

وقال إن حصة السيارات الكهربائية مقارنة بإجمالي حوادث احتراق السيارات ما تزال "محدودة"، نظرًا إلى اختبارات السلامة التي تجريها الشركات المنتجة والهيئات المعنية على طرازات السيارات قبل عرضها للشراء.

وكشف متحدث باسم الحكومة عن أن بريطانيا بصدد إجراء تحديث على قانون سلامة المنتجات، لضبط عملية الاستيراد غير الآمنة.

وتهدّد أرقام الحرائق مستقبل الأهداف المناخية لقطاع النقل، خاصة أن عدد السيارات الكهربائية على الطرق البريطانية تجاوز 1.3 مليون سيارة خلال العام الماضي، ارتفاعًا من 664 ألف سيارة.

وحذّر مسؤول حلول المخاطر في شركة التأمين، أدريان سيموندس، من تزايد وتيرة احتراق بطاريات الليثيوم أيون، داعيًا إلى زيادة الوعي بتقنيات الشحن الآمن وكيفية استعمالها والتخلص منها حال تلفها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق