أسهم فائض إنتاج الكوبالت في انخفاض أسعاره العالمية إلى أقل مستوياتها خلال 10 سنوات، مع زيادة المعروض في كبرى الدول الآسيوية والأفريقية المنتجة.
وواصلت أسعار الكوبالت العالمية انخفاضها من ذروتها في عام 2021 وحتى أوائل العام الحالي، لتسجّل أدنى مستوياتها في أكثر من عقد خلال فبراير/شباط 2025، بحسب تقرير حديث -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن-.
ويُعزى هذا الانخفاض إلى حدوث فائض في إنتاج الكوبالت بأكبر الدول المنتجة، لا سيما الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا، فضلًا عن ضعف توقعات الطلب العالمي.
وارتفع الطلب على الكوبالت بنسبة 10% فقط خلال العامين الماضيين (2023-2024)، بينما زاد المعروض العالمي بصورة أوسع، نتيجة ارتفاع إنتاج المناجم والتكرير بنسبة 25% لكل منهما خلال المدة نفسها.
وجاءت زيادة المعروض في الكونغو الديمقراطية من منجم كيسانفو (Kisanfu) المملوك والمشغّل من قبل شركة التعدين الصينية سموك (CMOC)، إذ ارتفع إنتاج المنجم بنسبة 50% في عام 2024.
وأدى انخفاض الأسعار العالمية للمعدن إلى اضطرار الحكومة لفرض حظر مؤقت على تصديره لمدة 4 أشهر بداية من 22 فبراير/شباط 2025، ما أعادَ أسعاره للارتفاع تدريجيًا خلال الأسابيع الـ4 التالية.
تطورات إنتاج الكوبالت في العالم
لم يتضح بعد ما إذا كان ارتفاع أسعار المعدن سيستمر خلال عام 2025، أم ستتراجع مجددًا، خاصة في ظل تراكم مخزونات كبيرة من الكوبالت في الصين، وارتفاع إنتاج إندونيسيا.
ففي عام 2024، قادت إندونيسيا نمو إمدادات الكوبالت المستخرجة من المناجم لأول مرة عالميًا، مع ارتفاع إنتاجها بنسبة 95%، بينما ارتفع إنتاج المناجم في الكونغو بأقل من 10%.
وارتفعت حصة إندونيسيا إلى 12% من إجمالي إنتاج الكوبالت العالمي في عام 2024، لتظل ثاني أكبر مورّد له، بعد الكونغو الديمقراطية التي تتربع على عرش المنتجين بحصّة تتجاوز 65%، كما تمتلك أكبر احتياطي عالمي، وفق ما يرصده الرسم أدناه:
ويُعزى جزء كبير من ارتفاع إنتاج الكوبالت في إندونيسيا إلى المصادر الثانوية، إذ يوجد المعدن مختلطًا مع رواسب النيكل، ولا يوجد في مكامن منفردة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبحسب بيانات التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، ارتفع إجمالي معروض الكوبالت في العالم (من المناجم والمصادر الثانوية وإعادة التدوير) إلى 221 ألف طن خلال عام 2024.
وبحسب سيناريو السياسات الحالية لدى وكالة الطاقة، فإن المعروض العالمي من المعدن قد يرتفع إلى 315 ألف طن بحلول عام 2030، منها 39 ألف طن من المصادر الثانوية وإعادة التدوير.
بينما سيصل المعروض إلى 330 ألف طن بحلول عام 2040، مع ارتفاع الإنتاج الثانوي وإعادة التدوير إلى 82 ألف طن، وانخفاض إنتاج المناجم، إذ يُتوقع تراجع إنتاج الكونغو تدريجيًا خلال العقد المقبل مع انخفاض جودة خامها.
ولن تستطيع توسعات الإنتاج في إندونيسيا تعويض عجز الكونغو، ما يُتوقع معه انكماش إجمالي المعروض المستخرج من المناجم بمقدار الثلث خلال العقد المقبل.
على الجانب الآخر، يُتوقع ارتفاع إنتاج الكوبالت في إندونيسيا بنسبة 80% بحلول عام 2040، لتتجاوز الكونغو في الترتيب العالمي بحلول هذا التاريخ، لكن 35% من إنتاجها سيأتي من المصادر الثانوية لإنتاج النيكل.
الطلب على الكوبالت بحلول 2040
ارتفع الطلب على الكوبالت عالميًا بنسبة 6% إلى 221 ألف طن خلال 2024، واستحوذت صناعات الطاقة النظيفة على 71 ألف طن من الإجمالي، خاصة تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.
كما يُستعمل الكوبالت في صناعة السبائك والمغناطيسات والأجهزة الطبية والزجاج والطلاءات والسيراميك.
ورغم أن بطاريات السيارات الكهربائية كانت أكبر مصدر نمو للطلب على المعدن خلال عامي 2022 و2023، فإن هذه المعادلة تغيرت في 2024، لصالح قطاعات الاستعمالات الأخرى.
ويُعزى ذلك إلى انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية في بعض الأسواق، واتجاه صناعة البطاريات إلى تغيير تركيبة كيمياء البطاريات نحو النماذج الأقل احتواءً على الكوبالت.
ورغم ذلك، فمن المتوقع أن يظل قطاع بطاريات السيارات الكهربائية المصدر الأكبر لنمو الطلب على الكوبالت في العالم حتى عام 2040، في جميع سيناريوهات وكالة الطاقة الدولية.
ويشير سيناريو السياسات الحالية لارتفاع الطلب إلى 330 ألف طن بحلول عام 2040، على أن يأتي 136 ألفًا من الصناعات النظيفة.
وظلّت الصين أكبر مستهلك للكوبالت في العالم بنسبة 70% خلال عام 2024، بقيادة قطاع الإلكترونيات المحمولة.
بينما جاءت اليابان وكوريا الجنوبية في المركزين الثاني والثالث، إذ شكّل طلبهما مجتمعتين قرابة 15% من إجمالي الطلب العالمي.

وتشير تقديرات وكالة الطاقة إلى أن معادلة الطلب في الصين ستتحول باتجاه قطاع بطاريات السيارات الكهربائية على حساب قطاع الإلكترونيات في عام 2025.
أمّا على المدى الطويل، فمن المتوقع أن يشهد الاتحاد الأوروبي وأميركا الشمالية وأفريقيا نموًا قويًا في الطلب على الكوبالت المستعمل في صناعة البطاريات، ليرتفع من 100 طن فقط عام 2024 إلى 15 ألفًا بحلول عام 2040.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
تطورات إنتاج الكوبالت في العالم وتوقعاته من وكالة الطاقة الدولية
0 تعليق