أيام الدولار الصعبة في مصر.. ضربات المركزي خلصت على "خفافيش العملة"

بانكير 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يا ترى إيه اللي بيحصل في سعر الدولار في مصر؟ ليه فجأة كده الدولار بقى بينهار قصاد الجنيه المصري؟ هل دي صدفة.. ولا خطة مدروسة؟ وإزاي البنك المركزي المصري قدر ينهي سيطرة السوق السودا اللي كانت مبهدلة الدنيا؟ كل دي أسئلة مهمة إجاباتها هتفاجئك.

من حوالي سنة.. الدولار كان سعره  بيوصل لأرقام فلكية في السوق السودا.. لدرجة إن ناس كتير فقدت الأمل في أي تحسن.. كان فيه سعرين للدولار: سعر رسمي في البنوك وسعر تاني خالص في السوق السوداء.. وده كان عامل بلبلة وضغط كبير على الاقتصاد المصري.. لكن فجأة.. وبدون مقدمات.. بدأت تحصل تطورات غيرت المشهد تماما.

البنك المركزي المصري.. بقيادة المحافظ حسن عبدالله.. بدأ يتحرك بخطوات جريئة وقوية.. أول وأهم خطوة كانت تحرير سعر الصرف أو زي ما بنقول "التعويم الكامل".. القرار ده كان صادم للبعض.. لكنه كان ضروري للقضاء على السوق السودا.. لما البنوك بقت تقدر تسعر الدولار بناءً على العرض والطلب.. السوق السودا فقدت أهميتها ومابقاش ليها لازمة.. تخيل إنك كنت بتشتري الدولار من السوق السودا بأعلى من سعره بكتير.. دلوقتي تقدر تشتريه من البنك بسعر السوق العادي.

الخطوة التانية كانت رفع سعر الفايدة.. البنك المركزي رفع سعر الفايدة على الإيداع والإقراض بشكل كبير.. وده كان ليه هدفين: أولًا.. إنه يشجع الناس إنها تحط فلوسها في البنوك بدل ما تشتري بيها دولار وتخزنه.. ثانيًا.. إنه يسحب السيولة الزايدة من السوق.. وده بيقلل الطلب على الدولار وبيخلي الجنيه أقوى.

أهم حدث أثر بشكل مباشر وقوي على سعر الدولار كان صفقة رأس الحكمة.. الصفقة اللي مصر عملتها مع الإمارات.. جلبت لمصر استثمارات ضخمة بالدولار.. حوالي 35 مليار دولار! المبلغ ده كان بمثابة طوق النجاة للاقتصاد المصري.. دخول السيولة الدولارية الكبيرة دي ساهم في زيادة المعروض من الدولار في البنوك بشكل غير مسبوق.. وبالتالي قل سعره.

وبعد صفقة رأس الحكمة.. توالت الاستثمارات والاتفاقيات.. صندوق النقد الدولي وافق على زيادة قيمة القرض المخصص لمصر لـ 8 مليارات دولار.. وده كان إشارة ثقة قوية في الاقتصاد المصري.. كمان الاتحاد الأوروبي قدم حزمة دعم مالي لمصر بقيمة 7.4 مليار يورو.. كل دي تدفقات دولارية ضخمة دخلت البلد.. وزودت احتياطي النقد الأجنبي.. وده اللي خلى الدولار ينهار قدام الجنيه.

كل التحركات دي أدت لنتائج مذهلة.. لأول مرة من فترة طويلة.. بقى فيه سعر واحد للدولار في البنوك.. وده قضى تمامًا على السوق السودا.. مابقاش فيه حد بيستغل حاجة الناس للدولار ويبيعها بأرقام فلكية.

والدولار بقى متوفر في البنوك بشكل كبير.. سواء للأفراد أو للشركات.. يعني لو عايز تشتري دولار للسفر.. للاستيراد.. أو لأي غرض.. هتلاقيه في البنك بالسعر الرسمي..و مع استقرار سعر الدولار.. بدأت الأسعار في السوق تستقر تدريجيًا.. صحيح لسه محتاجين وقت عشان نشوف الأثر الكامل.. لكن بداية استقرار سعر الصرف هي خطوة مهمة جدًا في الاتجاه الصحيح.

القرارات دي رجعت الثقة للمستثمرين في الاقتصاد المصري.. لما الدولار يبقى مستقر والسوق السودا تختفي.. ده بيشجع الاستثمارات الأجنبية إنها تيجي مصر.

طب ايه اللى هيحصل الفترة الجاية؟  وهل معنى كده إن المشكلة اتحلت خلاص؟

لأ طبعًا.. صحيح إننا حققنا إنجاز كبير في القضاء على السوق السودا وتوحيد سعر الدولار.. لكن لسه فيه تحديات تانية.. الأهم دلوقتي هو إننا نحافظ على المكتسبات دي ونكمل في طريق الإصلاح الاقتصادي.. لازم نشتغل على زيادة الإنتاج المحلي.. وتشجيع الصادرات.. وجذب المزيد من الاستثمارات اللي تخلق فرص عمل حقيقية.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق