أثارت الفنانة المغربية القديرة سعاد صابر موجة تعاطف واسعة بين المغاربة بعد فترة من الغياب عن الأضواء، وذلك عقب ظهورها الأخير خلال حفل تكريمي احتضنته مدينة تارودانت.
التكريم الذي جاء في أجواء مؤثرة، شكل لحظة اعتراف بمسار فني حافل بالعطاء والتميز ومسيرة طويلة لنجمة بصمت الساحة الفنية المغربية، سواء على مستوى التلفزيون أو السينما أو خشبة المسرح، كما جاء ليعيد إلى الواجهة اسما فنيا لطالما ارتبط في أذهان المغاربة بصورة المرأة المغربية الأصيلة.
الاحتفاء بسعاد صابر لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل اعتبر بمثابة تكريم لامرأة بصمت تاريخ الفن المغربي بأدوارها الصادقة، وحضورها الأصيل، وشخصياتها التي لا تزال محفورة في وجدان أجيال من المتابعين؛ إذ ارتبط اسمها على مدى عقود بشخصية “الأم المغربية” بكل ما تحمله من حنان وقوة وكرامة، ما جعل الجمهور يلقبها بـ”الأم الحنونة” عن جدارة.
وخلال التكريم، الذي حضره عدد من الفنانين والمسرحيين، بدت صابر متأثرة وهي تستعيد وهج الأضواء بعد سنوات من الغياب بسبب وضعها الصحي وظروف الميدان الفني التي جعلتها تختار الاعتزال والانسحاب بصمت.
وقد تفاعل نشطاء مغاربة مع هذا الظهور الأخير بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستحضرين أبرز أدوارها وأجمل لحظات عطائها الفني، معبرين عن أسفهم لما آلت إليه أوضاع العديد من الفنانين الرواد الذين أسهموا في بناء المشهد الثقافي المغربي قبل أن يجدوا أنفسهم في عزلة قاتلة.
واعتبر كثيرون أن ما تعيشه سعاد صابر اليوم هو صورة لما يعيشه عدد من أعمدة الفن المغربي، في غياب واضح لثقافة الاعتراف رغم ما قدموه في سبيل الفن المغربي.
وكانت الممثلة ذاتها قد أعلنت سابقا قرار اعتزالها الفن، في شريط فيديو أثار جدلا واسعا، تحدثت فيه بحرقة عن واقع الفنان المغربي في مرحلة الشيخوخة، وعن معاناة الرواد مع التهميش وسوء التقدير من قبل بعض المنتجين والمخرجين.
وأكدت صابر أن الوضع الصحي الذي تمر به كان السبب الرئيسي في ابتعادها عن الساحة، مشيرة إلى أنها لم ترغب يوما في أن تتحول إلى عبء على أحد، وأن قرارها الانسحاب جاء بدافع الكرامة والاحترام لما قدمته طوال مسيرتها الفنية.
يذكر أن سعاد صابر شاركت في عدد كبير من الأعمال الدرامية والسينمائية، نجحت من خلالها في تجسيد نماذج نسائية مغربية قريبة من نبض الواقع ومليئة بالمشاعر والرسائل الاجتماعية، وهي الأدوار التي جعلتها تحظى باحترام وحب الجمهور، وترسخ اسمها كأحد الوجوه الفنية البارزة التي يصعب تعويضها في المشهد الثقافي المغربي.
0 تعليق