أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، اليوم الخميس، عن مقترح لخطة استثمارية جديدة تهدف إلى تعزيز قدرات الحلف الدفاعية في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة، من خلال رفع الإنفاق الدفاعي إلى ما مجموعه 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء، على أن يمتد تنفيذ هذه الخطة حتى عام 2035.
وأوضح الأمين العام- في مؤتمر صحفي عقب اجتماع وزراء دفاع الحلف- أن الخطة تتوزع على 3.5% للإنفاق الدفاعي الأساسي، و1.5% للاستثمار في مجالات متعلقة بالأمن والدفاع، مثل البنية التحتية والصناعات الدفاعية والتأهب المدني. وقال: "هذا الاستثمار يعكس التكاليف اللازمة لتحقيق الأهداف الجديدة للقدرات الدفاعية التي تم الاتفاق عليها اليوم".
وأضاف روته أن الحلفاء تعهدوا بالفعل هذا العام بتقديم أكثر من 20 مليار يورو كمساعدات أمنية إضافية لأوكرانيا، مشيدًا بالالتزام المستمر للدول الأعضاء تجاه دعم كييف، لاسيما في إطار مجموعة الاتصال الخاصة بالدفاع عن أوكرانيا، التي انعقدت مؤخرًا بمشاركة وزراء دفاع ألمانيا والمملكة المتحدة.
وأكد أن الناتو سيبقى حلفًا نوويًا طالما استمرت الأسلحة النووية في العالم، وأن الحفاظ على مصداقية الردع النووي هو عنصر أساسي في ضمان الأمن ومنع أي محاولات للابتزاز أو العدوان.
وفي سياق آخر.. أعلن الحلف موافقة مجلس شمال الأطلسي على تعيين الجنرال الأمريكي أليكسوس ج. جرينكيفيتش قائدًا أعلى لقوات الحلف في أوروبا، خلفًا للجنرال كريستوفر كافولي، الذي سيبقى في منصبه خلال الأسابيع المقبلة.
ورفض الأمين العام تحديد تاريخ نهائي لتحقيق الهدف الجديد بنسبة 5%، موضحًا أن المشاورات ستستمر بين الدول الأعضاء لتحديد آلية التنفيذ وتفاصيل الجدول الزمني، مع التشديد على ضرورة تفادي "تأخير الإنفاق حتى اللحظة الأخيرة"، لتجنب ما وصفه بـ"ظاهرة العصا الهوكي"، أي تراكم النفقات في نهاية الفترة بشكل يصعب استيعابه.
وقال: "نحن آمنون اليوم، لكن إذا لم نتحرك الآن، فلن نكون آمنين في المستقبل". واستشهد بتصريحات رئيس أركان الجيش الألماني التي حذرت من احتمال قدرة روسيا على شن هجوم ناجح على الناتو بحلول عام 2029 إذا لم يتم سد الثغرات الدفاعية القائمة.
وختم الأمين العام بتأكيد وحدة صف الحلف في مواجهة التهديدات الروسية والتوسع العسكري الصيني، مشددًا على أهمية تعبئة الموارد والإرادة السياسية لضمان أمن أكثر من مليار شخص في أراضي الحلف.
0 تعليق