في ثاني رد فعل لشركات إنتاج السيارات اليابانية على التعرفات الجمركية الأميركية، قررت تويوتا موتور رفع أسعار بعض طرازاتها في الولايات المتحدة.
وتعتزم الشركة اليابانية بدء بيع سياراتها من طرازاتها الفاخرة بالأسعار الجديدة في أول يوليو/تموز المقبل، أي بعد أقل من 10 أيام، ردًا على الرسوم التي فُرضت بنسبة 25% على الواردات مطلع أبريل/نيسان 2025، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي منتصف مارس/آذار 2025، أعلن الرئيس دونالد ترمب، حزمة من الرسوم الجمركية على السيارات والشاحنات الخفيفة القادمة إلى الولايات المتحدة بنسبة 25%، بما في ذلك من شركاء تجاريين مهمين مثل كندا.
وتتماشى تلك الإستراتيجية، التي دخلت حيز التنفيذ في 2 أبريل/نيسان 2025، مع مبادرات الإدارة الأوسع نطاقًا لدعم التصنيع المحلي، وحماية العمالة الأميركية، وتصحيح الاختلالات التجارية؛ حيث تأمل الحكومة في تشجيع شركات صناعة السيارات على زيادة التصنيع المحلي بدلًا من الاعتماد على الواردات.
زيادة سعر لكزس من تويوتا اليابانية في أميركا
قرّرت شركة تويوتا اليابانية زيادة أسعار طرازات "ليكزس" الفاخرة بنحو 208 دولارات في أسواق الولايات المتحدة؛ بدءًا من أول يوليو/تموز 2025.
وانتقد المتحدث الرسمي من الشركة نوبو سناغا، قائلًا: "راجعنا تأثير تعرفات ترمب الجمركية في الواردات القادمة إلى أميركا من السيارات التي بلغت نسبتها 25%، ووجدنا أنها تتطلب رفع الأسعار في الولايات المتحدة". وأضاف: "هذا الرفع للأسعار الأخير هو جزء من مراجعة دورية للأسعار".
كما ستزيد الشركة الأسعار لبعض الطرازات بما قد يصل إلى 270 دولارًا، وفق ما أعلنته تويوتا اليابانية.
وأثارت التعرفات الجمركية على الواردات من السيارات وقطع غيار السيارات في أميركا مخاوف كبيرة عند إعلانها، بسبب القلق بشأن ارتفاع تكاليف الإنتاج، واحتمالية انقطاع سلسلة التوريد، والتداعيات الاقتصادية الأوسع لهذه الرسوم.

لذلك شهدت أسعار أسهم الشركات انخفاضات كبيرة في البورصات حينها. وأعلنت شركة فورد موتور انخفاضًا بنسبة 2%، وشهدت ستيلانتيس انخفاضًا بنسبة 4%، وجنرال موتورز انخفاضًا بنسبة 8%.
وقد يرجع ذلك إلى اعتماد العديد من شركات صناعة السيارات هذه على سلاسل التوريد الدولية؛ ما يعني أنها قد تضطر إلى إعادة النظر في خططها طويلة الأجل، ورفع تكاليف السيارات، وخفض ربحيتها بسبب الضغوط المالية الإضافية.
ووفقًا للمحللين، سيتعين على شركات صناعة السيارات تحمُّل النفقات الإضافية؛ ما سيقلل من هوامش ربحها، أو قد تضطر إلى تحميل هذه التكاليف على العملاء؛ ما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب في سوق شديدة التنافسية.
ميتسوبيشي تبدأ
جاء قرار شركة تويوتا موتور اليابانية برفع أسعار بعض طرازاتها من السيارات في أميركا؛ بسبب التعرفات الجمركية على الواردات، بعد قرار مماثل من مواطنتها ميتسوبيشي موتورز، بزيادة أسعار 3 طرازات من مركباتها في الولايات المتحدة.
وقبل 3 أيام؛ أعلنت ميتسوبيشي رفع طرازات: أوتلاندر وأوتلاندر سبورت وإيكلبس كروس في أميركا بنسبة 2.1%، بدءًا من يوم الأربعاء 18 يونيو/حزيران 2025.
وتعتمد ميتسوبيشي، وهي أكبر منتج للسيارات في اليابان، على استيراد السيارات وتصديرها إلى أميركا، لذلك من المتوقع أن تتكبد خسارة تبلغ 19 مليار دولار جراء التعرفات الجمركية، وهو ما ينعكس سلبًا ليس على الشركة فحسب، ولكن على الاقتصاد الوطني.

ورغم ذلك فستكون تويوتا موتور اليابانية أكبر الخاسرين؛ حيث قُدّرت خسائرها في شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار (أول شهرين لتطبيق التعرفات الجمركية) بنحو 180 مليار ين (1.2 مليار دولار أميركي).
وتضرب التعرفات الجمركية صناعة السيارات اليابانية والاقتصاد الوطني؛ كونها تمثل 10% من الناتج المحلي الإجمالي، وثلث صادرات طوكيو إلى واشنطن، ما قد يمثل ضغوطًا على الحكومة بقيادة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، للتفاوض بشأن إبرام اتفاق تجاري مع أميركا.
ولا تبدو هناك أي بادرة أمل في أن يشهد القطاع أي تعافٍ فوري؛ إذ غادر إيشيبا اجتماع مجموعة السبع في كندا دون التوصل إلى اتفاق تجاري أو مسار واضح للتوصل إليه.
وإلى جانب الضريبة المفروضة على قطاع السيارات، فُرضت على اليابان رسوم جمركية بنسبة 50% على الصلب والألومنيوم. ومن المقرر أن ترتفع ضريبة شاملة بنسبة 10% على سلع أخرى إلى 24% في أوائل يوليو/تموز المقبل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق