خبير سياسي: الأحزاب الجديدة تستطيع الحفاظ على قوتها بالتواصل والتخطيط الاستراتيجي

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال عبداللطيف دنيا، الخبير السياسي، إن أدوار الأحزاب تختلف باختلاف بيئات العمل وطموحات المستقبل التي تنشدها، وهو ما ينعكس على اختلاف الاستراتيجيات والآليات، موضحًا أن بعض الأحزاب قد تنشأ بدافع أن الزمن قد تجاوز الأفكار القديمة التي تتبناها كيانات قائمة لم تتمكن من مواكبة المتغيرات، فاستندت فقط إلى إرثها التاريخي دون تقديم جديد، والبعض ينشأ بدافع أن الأحزاب المتواجدة ولدت في ظل ظروف بيئية مؤقتة منحتها بعض الحظوظ، لكنها لم تستطع الاستمرار بنفس الزخم الذي أحاط نشأتها عندما فقدت تلك الظروف زخمها، فخبت مع خفوت شعبيتها.

 

تراجع الشعبية

وأضاف دنيا في مداخلة هاتفية عبر قناة “النيل للأخبار”، أنه لم يعد من الضروري وجود أيديولوجيات أو طموحات جديدة رغم كثرتها لكي تنشأ الأحزاب، بل أحيانًا تقوم كبديل لأخرى شاخت وتكلّست أسرع مما توقع مؤسسوها، لذلك على الأحزاب الوليدة أن تضع نصب أعينها سقطات سابقتها، لتكون لها مرجعًا ودليلًا يقيها حافة الجمود أو السقوط، فما من حزب في التجارب الحزبية التى نُلاحظها قد تراجعت شعبيته إلا وكان السبب واحدًا من ثلاثة: حزب سمح لقياداته بالتلاعب بثوابته، أو حزب لم يُحسن استغلال ظروف نشأته وركن للزخم اللحظي، أو حزب انشغل رجاله بالصراع الداخلي عوضًا عن استشراف المستقبل.

 

حزب الجبهة الوطنية ثوب نُسج من خيوط العقلية المصرية العبقرية

وأوضح أن هذه السمات ليست عابرة، بل جزء من خصوصية البيئة الحزبية المحيطة، لذا تصبح العزيمة الثابتة في الحفاظ على الثوابت أهم من الشعارات، وهي الضمانة الأولى للبقاء، وفي عصر لا وقت فيه لالتقاط الأنفاس، ومع متغيرات متسارعة سياسيًا واقتصاديًا، كان لزامًا على الجميع أن يتفاعل بما يكفل الحماية والاستمرار، ومن هذا التفاعل جاء ميلاد حزب الجبهة الوطنية كثوب نُسج من خيوط العقلية المصرية العبقرية، واعتمد على الإنسان المصري فلم يغفل روابطه العائلية والقبلية والدينية، فجمعها في نسيج متماسك، ليناسب التحديات، ويُسابق الزمن.

 

روشتة البقاء

ولفت دنيا إلى أن هذا التكوين الجديد جذب حتى أولئك العازفين عن السياسة، فأثار اهتمامهم، وأعاد إليهم الرغبة في المشاركة، ففي كل تجربة حزبية سابقة كانت الأحزاب تواجه عزوفًا ملحوظًا، أما هذه المرة، فالسؤال بات: "كيف أنضم؟" بدلًا من: "لماذا السياسة؟"، مشيرًا إلى أن فتح الحزب أبوابه للجميع لا يكفي وحده لضمان الاستمرار مهما زاد عدد أعضائه لأن روشتة البقاء تبدأ بالاستماع للمواطن، وقراءة مردود القرارات عليه، ومعرفة تطلعاته، ويسبق ذلك العمل الدائم على قراءة الواقع واستشراف المستقبل، والبحث عن حلول غير تقليدية تتجاوز ردود الأفعال، وتنتج استباقًا واعيًا، وعلى الرغم من الرؤية الطموحة التي يحملها الحزب، فإن التحديات جسام ومنها ضرورة معاونة صانع القرار في عبور الأزمة الاقتصادية، وأن يعكس الحزب صورة حقيقية لترابط المصريين، ليكون حائط صد أمام أي تهديد داخلي أو خارجي.

 أغلبية برلمانية

وأكد أن التحدي الحزبي الداخلي لأي حزب هو سعيه لتحقيق أغلبية برلمانية وهو حق مشروع للجميع لأن هدف الجميع هو خدمة الوطن ودعم الدولة، وفي هذا السباق الشريف "فليتنافس المتنافسون"، فلا شرف يُضاهي أن يكون المواطن هو الرابح الأول، والوطن هو الهدف الأسمى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق