سلمت حركة حماس شخصاً مطلوباً إلى الجيش اللبناني في خطوة وصفها البعض بأنها نادرة، حيث يتعلق الأمر بمواطن فلسطيني متورط في عمليات إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من جنوب لبنان. هذا التسليم جاء من خلال سلسلة اتصالات أجرتها السلطات اللبنانية مع الحركة الفلسطينية، مما أدى إلى تسليم الفرد عند مدخل مخيم عين الحلوة في صيدا. يشير ذلك إلى استمرار الجهود الأمنية لمواجهة التصعيد في المنطقة، حيث أعلن الجيش اللبناني سابقاً عن توقيف أفراد آخرين مرتبطين بنشاطات مشابهة، مثل تلك التي حدثت في مارس الماضي. في السياق نفسه، تتجه السلطات اللبنانية نحو تعزيز السيطرة على السلاح في الجنوب، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل الذي بدأ في نوفمبر الماضي.
تدخل حماس في الوضع الأمني
هذه الخطوة من حماس تعكس تعقيدات الوضع السياسي والأمني في لبنان، حيث يسعى الجيش اللبناني إلى تفكيك المواقع العسكرية التابعة لحزب الله وغيره من الفصائل المسلحة في المناطق الجنوبية. وفقاً للاتفاق، يجب على حزب الله الانسحاب من مناطق جنوب نهر الليطاني، مع تعزيز انتشار القوات اللبنانية وقوة الأمم المتحدة هناك. حتى الآن، حقق الجيش تقدماً كبيراً، إذ تم تفكيك نحو 90% من المواقع التابعة لحزب الله وانتشار في معظم المناطق المعنية. ومع ذلك، تواجه هذه الجهود تحديات بسبب عدم انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المرتفعات الحدودية، مما يحافظ على توتر متواصل على الحدود. هذه التطورات تشير إلى محاولات لبنان لفرض سلطة الدولة وتقليص دور الفصائل المسلحة، بهدف الحفاظ على السلام وتنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل.
جهود تعزيز الأمن في الجنوب
في جانب آخر، تعكس الأحداث السياسية الأخيرة بين لبنان والإمارات جهوداً أوسع لتعزيز الاستقرار الإقليمي. أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية إلغاء قرار المنع السفري إلى لبنان، مما يسمح للمواطنين بالسفر بدءاً من 7 مايو 2025، وذلك بناءً على توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. هذا القرار جاء عقب زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى الإمارات، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية وإعادة فتح المجال للحركة بين البلدين. وفقاً للإعلان، يجب على السائحين الالتزام بإجراءات أمنية صارمة، مثل التسجيل في خدمة “تواجدي” قبل السفر، لضمان سلامتهم وتسهيل عملية التنقل. هذا التحرك يعكس التزام الإمارات بحماية مواطنيها في الخارج، مع التركيز على تجربة سفر آمنة ومنظمة، خاصة في ظل التحديات الأمنية في لبنان.
بالعودة إلى السياق الأمني، يبقى التركيز على خفض التصعيد في الجنوب أمراً حيوياً. السلطات اللبنانية تعمل على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل شامل، بما في ذلك إنهاء وجود القوات الإسرائيلية في المناطق المتقدمة، رغم الرفض الحالي من قبل إسرائيل. هذه الجهود تشمل تفكيك البنى العسكرية وتعزيز دور الجيش في الحدود، مما يهدف إلى منع أي عمليات إطلاق صواريخ مستقبلية. من ناحية أخرى، يُعتبر قرار الإمارات خطوة إيجابية نحو دعم الاقتصاد اللبناني، حيث يمكن أن يعزز السياحة ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون الإقليمي. في هذا الإطار، تستمر لبنان في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، مع التركيز على بناء نظام أمني أكثر تماسكاً واستقراراً، ليكون قادراً على التعامل مع أي تهديدات محتملة. ومع تزايد الجهود الدبلوماسية، يبدو أن المنطقة تسير نحو تحقيق توازن أفضل بين الاستقرار والأمن. هذه التطورات تبرز أهمية التعاون بين الأطراف المعنية للحفاظ على الهدوء ودعم الجهود السلمية في المنطقة.
0 تعليق