الطلاق من أخطر القرارات التي تؤثر على الأسرة والمجتمع، وله أحكامه وضوابطه في الشريعة الإسلامية ومن بين أنواعه ما يُعرف بـ"الطلاق الشفهي"، وهو الطلاق الذي يصدر بلفظ دون توثيق رسمي أو كتابي يثار حوله الكثير من الجدل: هل يقع شرعًا؟ وهل يُعتدّ به قانونًا؟
مفهوم الطلاق الشفهي، الطلاق الشفهي هو الطلاق الذي يتم بلفظ الزوج دون كتابة أو تسجيل رسمي مثال ذلك أن يقول الزوج لزوجته "أنتِ طالق" دون وجود شهود أو وثائق هذا النوع من الطلاق كان شائعًا في المجتمعات التقليدية، ولا يزال يمارس في بعض البيئات إلى اليوم.
وشهد الوسط الفني المصري خلال السنوات الماضية جدلًا متواصلًا حول العلاقة بين الإعلامية بوسي شلبي وعائلة زوجها الراحل، الفنان الكبير محمود عبد العزيز فعلى الرغم من العلاقة الزوجية التي جمعتهما حتى وفاته عام 2016، إلا أن الخلافات التي ظهرت بعد رحيله، خاصة مع أبنائه، أثارت تساؤلات عديدة بين الجمهور ووسائل الإعلام وقد تحولت هذه الأزمة إلى قضية رأي عام على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لبوسي شلبي ومدافع عن أبناء النجم الراحل، مما جعلها من أبرز الأزمات العائلية التي طغت على الساحة الفنية في السنوات الأخيرة.
العلاقة الزوجية قبل الوفاة
بوسي شلبي كانت زوجة الفنان الكبير الراحل محمود عبد العزيز، وقد عاشا معًا سنوات طويلة قبل وفاته عام 2016 عرفت بوسي بحبها الشديد له، وكانت دائمًا تظهر ذلك في لقاءاتها وتصريحاتها، وحتى بعد وفاته استمرت في إحياء ذكراه.
الخلافات بعد الوفاة
بعد وفاة محمود عبد العزيز، بدأت تظهر مؤشرات على وجود توتر بين بوسي شلبي وأبناء الراحل، خاصة كريم محمود عبد العزيز لاحظ الجمهور غياب التنسيق أو المشاركة في بعض المناسبات العائلية، مما أثار الشكوك حول وجود خلافات داخلية.
اتهامات متبادلة
اتهم البعض بوسي شلبي بأنها تستغل اسم محمود عبد العزيز إعلاميًا، خاصة من خلال ظهورها المتكرر وهي تتحدث عنه أو تنشر صوره في المقابل، رأى آخرون أن أبناء الراحل يتعمدون تجاهلها في بعض المناسبات، وكأنهم ينكرون علاقتها بوالدهم.
رد بوسي شلبي
بوسي شلبي نفت وجود أي خلاف مع أولاد محمود عبد العزيز، وأكدت أن ما يثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير دقيق كما شددت على احترامها للعائلة، وقالت إن البعض يفتعل القصص من أجل تصدّر التريند فقط.
رأي الجمهور والإعلام
الجمهور انقسم بين من يراها وفية لذكرى زوجها وتحاول الحفاظ على إرثه، وبين من يعتقد أنها تبالغ في الظهور على حساب سمعته كما أن بعض الإعلاميين أشاروا إلى ضرورة احترام الخصوصية العائلية، وعدم الانجراف وراء إثارة الجدل.
الطلاق الشفهي يقع شرعًا
وفي هذا السياق يقول الشيخ سيد محفوظ مفتي عام محافظة سوهاج سابقًا، أن الطلاق الشفهي يقع إذا صدر من الزوج بلفظ صريح، وكان في وعيه وقصده الطلاق، سواء بحضور الزوجة أو لا ويستدل على ذلك بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ جدّهن جدّ، وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة".
لكن هناك من الفقهاء من يشترط بعض الشروط كوجود نية الطلاق، وفهم اللفظ، ووضوح المقام، لتجنب الوقوع في الطلاق غير المقصود.
وتابع محفوظ، يرى الأزهر الشريف وفقًا للمذهب الشافعي أن الطلاق الشفهي يقع شرعًا إذا توافرت الشروط التالية، أن يكون الزوج بالغًا عاقلًا غير مكره وأن يصدر الطلاق بألفاظ صريحة واضحة لا تحتمل التأويل وأن يكون الطلاق صادرًا عن إرادة حرة دون فقدان للتمييز أو الإدراك (كالجنون أو الغضب الشديد المذهل للعقل)، وأوضح محفوظ أن دار الإفتاء المصرية أكدت في أكثر من مناسبة أن الطلاق الشفهي يقع شرعًا، ولو لم يُوثق.
وأضاف محفوظ، موقف القانون في بعض الدول الإسلامية، في كثير من الدول الإسلامية، لا يعتبر الطلاق الشفهي ساريًا إلا بعد توثيقه رسميًا أمام الجهات المختصة مثلاً، في مصر، أفتت دار الإفتاء بأن الطلاق الشفهي يقع شرعًا، ولكن يجب توثيقه لحماية الحقوق. في المقابل، دول أخرى تشدد على عدم الاعتراف به قانونيًا دون تسجيل، تجنبًا للفوضى والنزاعات.

وفي نفس السياق يقول الشيخ محمود الحويط رئيس منطقة وعظ سوهاج سابقًا، من الناحية الشرعية فإن الرد الشفهي في كثير من الحالات يجوز شرعًا خاصة إذا كان مقرونًا بالنية الصادقة ولا يترتب عليه ضرر أو لبس فالإسلام يعترف بالعقود والعهود الشفهية إذا استوفت شروط الصحة من رضا الطرفين وعدم الإكراه والوضوح.
وأضاف الحويط، اما من الناحية القانونية القانون غالبًا لا يعترف بالردود أو العقود الشفهية في بعض المعاملات، خصوصًا في ما يتعلق بالمستندات الرسمية مما يعني اذا كان الطلاق كتابيا يكون الرد كتابيا أو ما يتطلب إثباتًا خطيًّا أو توثيقً. فالقانون يشترط أحيانًا وجود دليل مادي (كتابي أو رقمي) لإثبات الرد،مما يعني أن الرد الشفهي قد يكون جائزًا من حيث الشريعة الإسلامية إذا تحققت شروطه، لكنه غير جائز قانونًا في بعض الحالات، لعدم قابليته للإثبات أو لعدم مطابقته للإجراءات القانونية الرسمية.

الطلاق الشفهي يسبب العديد من المشكلات
بينما يقول أيمن محفوظ الخبير القانوني هناك إشكاليات تنتج عن الطلاق الشفهي، موضحًا أن الطلاق الشفهي يسبب العديد من المشكلات، منها صعوبة إثباته أو نفيه عند الخلاف إلى جانب ضياع حقوق الزوجة كالمهر والنفقة بالإضافة إلي بقاء العلاقة غير واضحة شرعًا أو قانونًا، مما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية.
وتابع محفوظ، الطلاق الشفهي، رغم أنه يعتد به شرعًا عند كثير من العلماء، إلا أن توثيقه ضروري لحفظ الحقوق ومنع التلاعب ومع تطور الحياة، أصبح من الضروري الموازنة بين الأحكام الشرعية والمصالح الواقعية، من خلال توعية الناس بأهمية تسجيل الطلاق والرجوع إلى الجهات المختصة عند حصوله، موضحًا لابد من أن يكون هناك اتفاق على من يجوز شرعًا يجوز قانونًا.
0 تعليق